ضجة في عالم صحة المرأة، أثارتها دراسة حديثة، نُشرت في مجلة «أبحاث وعلاج مرض ألزهايمر» الطبية البريطانية، رأت أن العلاج التعويضي بالهرمونات قد يساعد في وقاية ملايين النساء من مرض ألزهايمر.

ووفقاً لما جاء في صحيفة التلغراف، ذكرت الدكتورة لويز نيوسون أنه «إذا كان الناس معرضين لخطر متزايد للإصابة بأمراض القلب أو ارتفاع ضغط الدم، فنحن لا ننتظر إصابتهم بنوبة قلبية لعلاجهم، بل غالباً ما نصف لهم أدوية الستاتين أو أدوية خفض ضغط الدم، فلماذا لا نفعل الشيء نفسه مع النساء ونعطيهن هرمون الأستروجين؟»، مردفة: «هناك حجة قوية لإعطاء العلاج التعويضي بالهرمونات للنساء في وقت مبكر، خاصة في فترة ما قبل انقطاع الطمث، تماماً كالطريقة التي نعطي بها الستاتين، للمساعدة في منع الناس من الإصابة بأمراض القلب».

شرحت نيوسون أنه «عندما تكون مستويات هرمون الأستروجين منخفضة في سن اليأس وفترة ما قبل انقطاع الطمث، يحدث التهاب ويتزايد في الجسم ما يرفع من مخاطر الإصابة بأمراض، مثل السكري وهشاشة العظام وأمراض القلب والسكري من النوع الثاني، والخرف في المستقبل».



وأكدت الطبيبة أن «هناك الكثير من الأدلة على أن دواء الإستراديول (نوع من الإستروجين) يعتبر مضاداً قوياً للالتهابات، ويحسّن وظائف المخ، وصحة القلب، وقوة العظام، وبالتالي يقلل من خطر الإصابة بهذه الأمراض».

إجراء وقائي

وبدلاً من التفكير في العلاج التعويضي بالهرمونات كعلاج بديل، قالت نيوسون: «يجب اعتباره» علاجاً لدعم الهرمونات، بتركيبات جديدة، وأكثر أماناً، تمكّن المريضات من الحصول عليه في وقت مبكر، كإجراء وقائي، إذا رغبن في ذلك، بدلاً من مجرد العلاج فقط لأعراض سن اليأس».

وفي الماضي، كان العلاج التعويضي بالهرمونات اصطناعياً ومصنوعاً من بول الخيول، وكانت هناك مخاوف مفهومة بشأن خطر تجلط الدم، كما تقول نيوسون، مضيفة: «لكن لدينا الآن هرمونات جديدة متطابقة مع الجسم، مشتقة من نباتات اليام، والتي تشبه الهرمونات التي تنتجها أجسامنا، وهي أكثر أماناً، خاصةً عندما يتم تناولها عبر الجلد، ما يقلل من خطر التجلط».

تحذيرات خبراء

وفي حين أن نيوسون قد تكون حريصة على اعتبار العلاج التعويضي بالهرمونات أداة صحية وقائية، إلا أن خبراء انقطاع الطمث الآخرين يعبّرون عن حذرهم، خاصة أن دراسة مرض ألزهايمر الجديدة كانت صغيرة، ولم تُلمّح إلى وجود صلة بين العلاج التعويضي بالهرمونات والفوائد المعرفية للدماغ.

وعلى الرغم من ذلك، أعربت الدكتورة نعومي بوتر عن «أهمية التفكير في العلاج التعويضي بالهرمونات، بشكل استباقي، خاصة أن دراسة مرض ألزهايمر كانت مجرد دراسة قائمة على الملاحظة مع عدد صغير من النساء، لديهن جين معين، ونحتاج إلى تجارب أخرى، ذات شواهد أكبر، وبيانات أقوى، قبل أن نبدأ بوصف العلاج التعويضي بالهرمونات كإجراء صحي وقائي للخرف، أو قوة العظام، أو صحة القلب، فهناك دراسات متضاربة في الماضي حول مخاطر العلاج التعويضي بالهرمونات، في ما يتعلق بسرطان الثدي أو مخاطر السكتة الدماغية، والمجال بحاجة إلى مزيد من التمويل والبحث للحصول على إجابات نهائية عن كل شيء».