صحيفة القبس الكويتية


يعتبر مرض دوالي الساقين من أكثر الأمراض شيوعاً، ويوصي الأطباء بالبدء في معالجتها فوراً حتى لا تحدث مضاعفات وتتفاقم. والدوالي هي حالة مرضية تحدث بسبب تضخم وتوسع لأوردة الجسم، فالأوردة الدموية هي الأوعية التي تحمل الدم من الأعضاء والأطراف وتعيدها إلى القلب والرئتين. ليحمّل الدم مرة أخرى بالأكسجين، ويتم ضخه بعد ذلك مرة أخرى إلى الجسم عبر الشرايين، وهكذا تعمل الدورة الدموية وتتم باستمرار.

وتظهر أوردة الدوالي عندما لا يعمل قسم أو جزء من الأوردة بشكل غير ملائم لإرجاع الدم إلى القلب، ويبدأ الدم في التجمع في هذه الأوردة، ويؤدي إلى زيادة حجمها.

أوضح البروفيسور د. عبدالله الفواز اختصاصي جراحة وقسطرة الأوعية الدموية أنه عند توسع وتجمع الدم تصبح هذه الأوردة بارزة، وقد تحدث الدوالي في أي جزء من الجسم، ولكن المنطقة الأكثر شيوعاً هي الساقان، وذلك لتأثير الجاذبية على الجسم.


5 أعراض

أشار الفواز إلى أن شكوى الدوالي عند البعض لا تتعدى كونها تجميلية فقط من دون أي آلام، مجرد بروز وتغير لون الجلد بسبب مظهر الأوردة الصغيرة العنكبوتية أو الأوردة الكبيرة المتعرجة، بينما هناك فئة تشتكي من أعراض أخرى، مثل:

1- ألم أو ثقل في الساقين.

2- قد يكون الألم مترافقاً مع تنميل.

3- الشعور بحرارة في القدمين.

4- الحكة الشديدة في الجلد.

5- تورم وانتفاخ الساقين والقدمين.

وبيّن الفواز أنه عادة ما تكون حدة الأعراض أسوأ في نهاية اليوم أو بعد الوقوف لفترات طويلة، وكذلك من أشهر تأثيرات الدوالي أنها قد تسبب تغيرات في لون الجلد المحيط لها، حيث يصبح داكناً، وأيضاً تتسبب في زيادة سماكة الجلد.

أسباب ومضاعفات

وفسر الفواز أن الدوالي تحدث بسبب اعتلال صمامات الوريد التي تضمن تدفق الدم من القدم إلى اتجاه القلب، فيحدث ارتجاع في تدفق الدم، فيتجمع الدم في الساقين وتتوسع الأوردة، ومن العوامل المؤدية إلى ظهور الدوالي ما يلي:

1- تقدم العمر.

2- هرمونات الأنوثة والحمل.

3- العامل الوراثي.

4- السمنة.

5- الوقوف أو الجلوس لفترات طويلة من دون أي حركة.

وأضاف الفواز أنه لحسن الحظ، لا تشكل الدوالي خطراً على حياة الإنسان، وقال: بغض النظر عن الأعراض، فهناك مضاعفات من الممكن أن تنتج كما يلي:

1- النزيف: عند حدوث جرح مباشرة فوق دوالي متضخمة.

2- جلطات: الأمر يختلف في الأوردة السطحية تماماً عن الجلطات في الأوردة العميقة أو الجلطات الشريانية.

3- تقرحات جلدية: تحصل عادة عند منطقة الكاحل بسبب انتفاخ الرجلين وتقشر في الجلد.

طريقة التشخيص

بيّن الفواز أنه عادة ما يتم التشخيص عن طريق الفحص السريري الإكلينيكي، ولكنه أكد أن هناك فحوصات مساندة تساعد الجراح في اختيار أفضل علاج للمريض، وقال: الفحص الأهم هو سونار الأوردة الطرفية، لأنه هو الذي يؤكد وجود الدوالي ويقيم وضع الصمامات الوريدية ومدى فعاليتها، وما إذا كان هناك أي ارتجاع في الدم ويقوم هذا الفحص بالنظر إلى الأوردة العميقة، إضافة إلى السطحية لاكتشاف أي جلطات في هذه الأوردة. ويتم إجراء هذا الفحص في مختبر أوعية دموية معتمد للتأكد من دقة النتائج الخاصة بالمريض.

وأوضح أن بعض المرضى قد يحتاج فحوصاً أخرى لفحص الأوردة العميقة في البطن والحوض وأيضا قد يحتاج المريض فحوصا بالشرايين لاستبعاد أي انسداد في الأوعية الدموية.

طبيعة العلاج

وذكر الفواز أنه يجب أن نحدد أهداف العلاج، فهل هذه أهداف تجميلية أم لعلاج أعراض أو مضاعفات الدوالي، وقال: لكل من هذه الحالات طريقة خاصة للعلاج، وذلك من خلال الخطوات التالية:

1- معاينة المريض من قبل جراح أوعية دموية مختص لاختيار العلاج الأنسب لكل مريض.

2- قد يقتصر العلاج على الضغط المستمر على الساقين باستخدام طرق عدة للوصول لهذا الهدف ومنها الجوارب الضاغطة.

3- قد يشمل العلاج التدخل البسيط أو الجراحي للتخلص من الأوردة التي بها دوالٍ.

التدخل الجراحي التقليدي

يتضمن هذا التدخل إزالة الوريد الرئيسي السطحي في الفخذ والساق وهذا يسمى بالوريد الصافن، فهذه العملية التقليدية تتضمن جرحا في أعلى الفخذ وفي منتصف أو أسفل الساق لتشريح هذا الوريد ومن ثم إزالته بالكامل وتتم هذه العملية تحت التخدير العام ويحتاج المريض البقاء في المستشفى لمدة يوم على الأقل.

لكن مع تطور التكنولوجيا، أكد الفواز أنه أصبح الجراحون قادرين الآن على ان يستبدل بهذه العملية إجراء يتضمن تدخلا بسيطا لإلغاء الوريد المسبب لهذه الحالات عن طريق القسطرة، من دون جروح ومن دون آلام ويكون تحت التخدير الموضعي فقط حيث ان الإجراء يتراوح مدته بين ربع وثلث الساعة ويتمكن المريض من الحركة والمشي ومغادرة المستشفى مباشرة بعده.

وقال: عند مقارنة الطريقتين السابقتين، أثبتت الدراسات أن النتائج متقاربة في المدى البعيد ولكن تتفوق القسطرة على العلاج الجراحي بمزايا كثيرة وأهمها بساطة الإجراء الذي يتم من دون جروح ومن دون ألم وبدون حاجة إلى التخدير العام.

التدخل الجراحي البسيط

وشرح الفواز أن طريقتي العلاج السابقتين تعالجان الوريد الرئيسي السطحي، ولكن عندما تكون المشكلة في الأوردة المتفرعة والصغيرة يحتاج المريض إلى تدخل آخر، قد يكون هذا التدخل جراحيا بسيطا أو عن طريق حقن الرغوة في الأوردة المصابة. وأوضح:

1- التدخل الجراحي البسيط يكون عن طريق جروح صغيرة في الساق بعد حقن التخدير الموضعي ومن ثم يسحب الجراح المختص الأوردة الصغيرة.

2- أما الحقن فيكون باستعمال ابرة صغيرة لحقن الرغوة لإغلاق هذه الاوردة مما يسبب تليفها واختفاءها.

ونصح الفواز بضرورة مراجعة جراح الأوعية الدموية المختص لمعاينة المريض والوصول للحل الأنسب لحالته.

نصائح للوقاية

أكد د. عبدالله الفواز أن لنمط الحياة دورا كبيرا في سلامة الساقين والوقاية من الإصابة بالدوالي أو الحد من المضاعفات، مقدماً النصائح التالية:

1- تجنُّب الوقوف أو الجلوس لفترات طويلة من دون حركة

2- للسيدات: تجنبن ارتداء الكعب العالي وغير المريح

3- من المهم اتباع نظام غذائي صحي وتجنب الملح لمنع احتباس الماء

4- ممارسة الرياضة بانتظام

5- إنقاص الوزن الزائد ومحاولة الحفاظ على الوزن المثالي

6- من المهم رفع القدمين عند الجلوس أو عند الاستلقاء

7- تجنب لبس الملابس الضيقة خاصة حول الخصر حتى لا تعيق تدفق الدم

معلومات وتنبيهات

شكوى الدوالي عند البعض لا تتعدى كونها تجميلية دون أي آلام

تحدث لاعتلال صمامات الوريد التي ترسل الدم من القدم إلى القلب

لكل حالة طريقة للعلاج.. والقسطرة أفضل من الجراحة

قد يحتاح المريض فحوص الشرايين لاستبعاد أي انسداد في الأوعية