هذا البلد المشهور بالجبنة والشوكولاتة، يتعلم الأطفال تناول حشرات مثل الديدان والجراد والصراصير في وجباتهم، باعتبار أنها ذات قيمة غذائية مرتفعة مع أنها تثير الإشمئزار عادة، بحسب صحيفة "وول ستريت جورنل".

وأوضحت الصحيفة في تقرير، الأربعاء، أن سويسرا أصبحت، في عام 2017، أول دولة في أوروبا تسمح ببيع الحشرات كغذاء للبشر بعد حملة ضغط من جانب الشركات الناشئة في مجال الحشرات الصالحة للأكل.



وحتى وقت قريب، ذكرت الصحيفة، أن الحضارة الغربية سعت إلى إبعاد الحشرات عن الطعام. وطالما اعتبرها المشرفون على الأنظمة الصحية تهديدا لصحة الإنسان.

وتصنف إدارة الغذاء والدواء الأميركية الحشرات على أنها "قذارة". لكن الآن يرغب مزيد من المسؤولين الحكوميين والأكاديميين والشركات في جعل الحشرات سمة، وليست خللا، في النظام الغذائي الغربي.

ووفقا للصحيفة، تُعتبر الحشرات مصدرا صديقا للبيئة للبروتين والفيتامينات، إذ أنها تُولد جزءا بسيطا من الغازات المسببة للاحتباس الحراري الناتجة عن تربية الماشية والخنازير والحيوانات الأخرى.

ويقول العلماء للصحيفة إن الحشرات كائنات آمنة للأكل، بشرط أن يتم تربيتهم في بيئات خاضعة للرقابة.

لكن الأزمة حاليا أمام الشركات السويسرية العاملة في هذا القطاع، بحسب الصحيفة، تكمن في التغلب على ما يسميه علماء الحشرات "عامل الاشمئزاز"، والشعور الغريزي السائد في أوروبا بأن الحشرات هي علامات على التعفن والأوبئة التي لا ينبغي وضعها في فم المرء.

وللتغلب على هذه المشكلة، أوضحت الصحيفة أن هذه الشركات توظف بعض الناس للقيام بجولات ميدانية لتذوق الحشرات أمام المستهلكين المحتملين. وعلى سبيل المثال، قامت إحدى الشركات التي تبيع الحشرات للاستهلاك البشري، بتنظيم حدث لتذوق الحشرات في المدراس الإعدادية. وعلى مدى السنوات الأربع الماضية، قامت الشركة بجولات في المدارس السويسرية للترويج لفوائد أكل الحشرات وتناول العينات أمام الطلاب.

وقالت إحدى الشركات للصحيفة إن الشباب في هذه المرحلة العمرية يكونون أكثر انفتاحًا على التجديد. ولذلك في مرحلة ما، إن لم يكن غدًا، سيضعون الحشرات في نظامهم الغذائي.

ووفقا لـ"وول ستريت جورنل"، يأكل الناس في جميع أنحاء آسيا وأفريقيا وأميركا الجنوبية الحشرات، من الجراد المقلي في تايلاند إلى النمل المحمص في كولومبيا.

وتبع الاتحاد الأوروبي في عام 2021 سويسرا، وسمح حتى الآن بأربعة أنواع من الحشرات للاستهلاك البشري، وهي ديدان الوجبة الصفراء، والجراد المهاجر، والصراصير، ودودة الوجبة الصغيرة.

ومع ذلك، فإن الشركات تكافح من أجل العثور على جمهور كبير لمنتجاتها في الغرب، حيث يعتبر عامل الاشمئزاز عقبة رئيسية أمامها.