العين الإخبارية

يشكل العسل اليمني مصدر فخر للبلد إلا أن صناعته تواجه صعوبات أحدها الحرب الحوثية المستمرة منذ 9 أعوام والتي قيدت تنقلات النحالة.



ورغم تلك التحديات لكنها لم تقف عائقا أمام الشاب عبدالجبار الغولي والذي قرر قبل 9 أعوام الاستثمار في تربية سلالة النحل اليمني ليتحول اليوم إلى أحد أكبر النحالين اليمنيين المنتجين لأشهر أنواع العسل في العالم.

"العين الإخبارية" التقت الشاب اليمني وسألته عن تجربته الفريدة والملهمة لآلاف من الشباب العاطلين عن العمل وعن دور العسل في رفد الاقتصاد الوطني والصعوبات والتحديات التي تواجه النحالة اليمنيين.

يقول الغولي إن قصته مع النحل بدأت في عام 2014، وكانت نتيجة شغفه وحبه للنحل خصوصا بعد مشاهدته خارج اليمن أن سلالة النحل اليمني لها خصائص مميزة كإحدى سلالات النحل الأفريقي، وتعد من السلالات الأصغر حجماً التابعة لنحل العسل العالمي.

وأضاف: "تتميز سُلالة نحلنا اليمنية الأصيلة بمقاومتها العالية لأمراض النحل وتكيفها مع التضاريس والبيئة المختلفة في بلادنا وأيضا إنتاجها للعسل بشكل طيب رغم صغر حجمها أمام السلالات الأخرى".

يصف الغولي تجربته بالجميلة قائلا إنه بدأ بامتلاك مناحل قليلة قبل أن يتطور ويصبح أحد أكبر النحالين في البلاد"، مشيرا إلى أن شغفه بالنحل دفعه للسفر للخارج للدراسة في تخصص النحل قبل أن يعود بخبرة كافية في تطوير عمله.

وهناك "حوالى 100 ألف يمني يعملون في تربية النحل وتعتمد عليها أسرهم بوصفها المصدر الوحيد للدخل"، وفقا لتقارير أممية.

ويعد "السدر اليمني" هو الأشهر عالميا والأفضل، وفق الشاب اليمني، بالإضافة لعسل "السلام"، "الطلح"، "العسل الأبيض" وهذا نادر وقليل جدا، "عسل العلق" في صعدة وهذا نادر جدا جدا وعسل قوي جدا.

يؤكد الغولي أن العسل اليمني هو الأشهر عالميا وهو رافد للاقتصاد اليمني بشكل كبير خصوصا في تحريك السوق المحلية كما يعُد إنتاج العسل تجارة مربحة لليمنيين، حتى الحكومة اليمنية صنفته عام 2003 كإحدى السلع الاستراتيجية الخمس لأهميته في رفد الاقتصاد.

بالإضافة لذلك "هناك دورة اقتصادية كاملة يقف خلفها نشاط النحل، حيث يستفيد أصحاب محال النجارة والأخشاب، وصاحب الحديد، وصاحب الخيم في تحريك عجلة الاقتصاد بشكل كبير جدا".

ولا يستبعد الغولي أن يصبح العسل اليمني في المستقبل سلعة تضاهي الذهب والنفط لكن ذلك مرهون بالدعم الحكومي والعمل المكثف والمحترف للاستثمار في النحل لأن سمعة العسل اليمني حسنة في كل مكان في العالم ولا تحتاج لأي تسويق في دولة في العالم.

بالنسبة للقوة الشرائية يؤكد الشاب اليمني أنها خفت بالفعل خلال الحرب مثلها مثل أي سلع أخرى، لكن الفارق في العسل أنه أصبح بديلا عن العلاج لكثير من الأسر اليمنية سيما مع تدهور النظام الصحي في البلاد حتى إنه أصبح ملاذا أخيرا للعلاج ويستخدمه اليمنيون كعلاج للأمراض الموسمية.

وكان اليمن ينتج سنويا 50 ألف طن لكن في السنوات الأخيرة تراجعت بشكل كبير بسبب الحرب التي تضرب البلاد.

بالنسبة للصعوبات، يشرح الغولي أنها كثيرة منها قلة المراعي بسبب التحطيب الجائر وتقطيع الأشجار التي تعد الغذاء الرئيسي للنحل، لأن النحل كل سنة يزداد فيما المراعي تقل.

كذلك "استخدام المبيدات من المزارعين لأنها تدخل مبيدات مهربة، المبيدات في كل مكان في العالم تراعي خصوصية النحل وتخضع لفحوصات إلا في اليمن يدخل بشكل مهرب ويضر النحل بشكل كبير".

كما أن "هناك صعوبات مالية وارتفاع الاسعار والوقود، والتي أدت إلى أن النحال يخاف من مصاريف النقل ما يضطر الى وقف الترحال وعدم دخول مواسم جديدة بالإضافة الى التغيرات المناخية من السيول والأمطار والفيضانات"، وفقا للنحال اليمني.

وعن كيف أعاقت الحرب تنقالات النحالة وترحالهم بحثا عن المراعي، وصفها الغولي بـ"الصعبة"، قائلا "كان النحالة قبل الحرب يقدمون من الشمال للجنوب أو من الجنوب للشمال لكن حاليا القيود حدت من تنقلاتهم وترحالهم بما فيها قدرة الوصول الى حضرموت التي أصبح حلم بعيد المنال".

الغولي اختتم حديثه لـ"العين الإخبارية" بعدة نصائح للنحالة في اليمن وخارجه تتمحور حول ضرورة "العمل المجتمعي، وإنشاء جمعيات تعاونية، والعمل المنظم مع المجتمع، والاهتمام بالتأهيل الاكاديمي لأن الدراسة مهمة لتطوير كيف يتم علاج أمراض النحل واكتساب خبرة في التسويق".