سكاي نيوز عربية

أثار كتاب جديد كتبه طبيب بريطاني الجدل عقب كشفه عن فجوة كبيرة بين التعليم الجامعي وبين الواقع الذي يعيشه الأطباء بعد التخرج.

وأظهر الكتاب الذي يحمل اسم "Bleep Test" قصورا كبيرا في تهيئة طلاب الطب نفسيا لمواجهة الضغوط النفسية الذي يتعرضون له أثناء مزاولتهم المهنة.



رأي خطير وأفكار قد يجدها البعض غريبة ومفاجأة، بعد أن خرج الطبيب المبتدئ عن صمته وكشف في كتابه الذي يتحدث عن القصور في إعداد خريجي أطباء كلية الطب نفسيا لمزاولة المهنة، وأن نظريات كتب الطب بعيدة عن واقع التطبيق داخل المشافي والمراكز الطبية.

تعرض للصدمة باكتشافه أنه يتعين عليه التعامل مع مرضى يحتضرون وبأنه يجب أن يتخذ قرارات تحت ضغط الإرهاق وأحيانا أخرى التعامل مع مواقف عاطفية مروعة وأن كل هذا لم يقرأه في كتب الطب.

وفي الوقت الذي ننظر فيه للأطباء على أنهم يحملون الشفاء لنا إلا أنهم يتأثرون بعوامل مثل العواطف أو الإرهاق وكل ذلك يضع حياة المرضى في خطر.. وبالتالي فوفق رأي الأطباء يجب أن لا يتم إهمال أفكار وعواطف الأطباء الشباب فهي أمر حيوي لرفع كفاءة كوادر الجهاز الطبي.

وكشف استطلاع للرأي بأن 40% من الأطباء الشباب يفكرون بترك المهنة في حال تأمين عمل آخر، فالضغط النفسي عند وصف كثير منهم لا يمكن احتماله..

يقول اختصاصي علم الوبائيات والباحث المشارك في جامعة "كينغز كوليدج" الدكتور عبد الكريم أقزيز في حديث مع صباح "سكاي نيوز عربية" إن "الكتاب أثار الكثير من الذكريات حتى لي شخصيا من قبل 15 سنة عندما بدأت رحلة الطب".

الأطباء الشباب يكونون غير جاهزين للحياة العملية، أغلب منهج الطب تركز على النواحي النظرية والتقنية.

بالنسبة لي ولزملائي الكابوس الأكبر من سيخبر أهل المريض إما بحوادث الوفاة أو أن المريض تعرض للشلل الرباعي مثلا أو بهذه الأمور التي تؤثر في حياة الناس بشكل كبير.

هناك أمور.. مثل التعب، الضغط النفسي أو أمور التواصل كلها يحاول غالبا الأطباء الشباب الأمر متروكا لهم حتى يعملوا موانة.

الأنظمة الطبية لا تساعد الأطباء الشباب على تحقيق هذه الموازنة بين حياته الشخصية كإنسان كعواطف كمشاعر، وكالتأثر الشخصي بالحوادث التي يشاهدها بشكل يومي.

اقترح بعض الحلول.. منها ضرورة تشكيل فريق يستفيد من المميزات الشخصية لكل شخص وضرورة العمل كفريق والاحترام المتبادل بين الفريق والتركيز على مهارات التواصل.