العين الاخبارية

حين ظهرت ميغان ماركل، مرتدية معطفا بـ1600 دولار، ووشاحا من هيرميس، وأحذية من شانيل، لم تكن ملابسها هي التي لفتت الانتباه.

إذ كان أكثر ما لفت الانتباه هو ذلك الملصق الأزرق الصغير الذي وضعته على معصمها الأيسر، وهو عبارة عن رقعة يُقال إنها مضادة للإجهاد، سرعان ما أصبحت شائعة بين الكثيرين.

وأثارت دوقة ساسكس، البالغة من العمر 42 عاما، الدهشة عندما تم تصويرها بالقرب من منزلها في مونتيسيتو بكاليفورنيا، الشهر الماضي، مع رقعة زرقاء غامضة معلقة على معصمها.

وسرعان ما تم التعرف على تلك الرقعة الصغيرة على أنها قرص معالجة يقول مصنعوه إنه يوفر إحساسا بالهدوء لمرتديه.

فهل رقعة ميغان ماركل المضادة للتوتر مجرد عِلم زائف؟.. تسأل صحيفة "ديلي ميل" البريطانية خبيرا ألقى ظلالا من الشك على التأثيرات "المعجزة" للأداة الزرقاء التي تبلغ قيمتها 4 دولارات.

وقال البروفيسور جاي ليشزينر، طبيب الأعصاب من جامعة كينغز كوليدج في لندن، إن الأمر يبدو مثيرا للريبة وكأنه "علم زائف" يمكن أن يعطي فوائد ساعتين من النوم في 20 دقيقة فقط.

وتَعد الرقع، التي تباع في عبوات مكونة من 20 أو 100 قطعة، بجعل جميع المستخدمين يشعرون براحة أكبر ويقال إنها تعمل مثل البطاريات البشرية.

يتم لصق الرقعة على الجلد بثلاثة أصابع أسفل المعصم الأيسر، على "نقطة الوخز بالإبر"، وهي نفس النقطة التي تضغط عليها الأساور المضادة للمرض في محاولة لتخفيف الغثيان والقيء، ويعتبر هذا الموقع، وفقا للطب الصيني التقليدي، له اتصال مباشر مع القلب.

تدعي الشركة المصنعة أن هذا ينشط نظام حمض جاما أمينوبوتيريك الداخلي في الجسم، والذي يشارك في تنظيم القلق وتوتر العضلات والذاكرة.

تجربة تائهة بين الشك واليقين

إحدى المستخدمات لهذه الرقعة روت تجربتها لصحيفة "ديلي ميل"، قائلة "باعتباري شخصا يعاني من مستوى عالٍ من التوتر، أثار اهتمامي على الفور، وكنت على استعداد لدفع 80 دولارا مقابل مجموعة مكونة من 20 ملصقا".

عندما ذهبت لتصفح موقع الشركة، لمعرفة ما كانت تبحث عنه، أفادها بأن الملصق يعمل عن طريق "النقر على خط التأمور (كيس رقيق الجدران يحيط بالقلب) في الجسم بترددات كهرومغناطيسية معينة من الناقلات العصبية المثبطة".

وأضافت "لا يسعني إلا أن أشعر أن المصطلحات كانت مقصودة لإخفاء حقيقة أن الملصق يعتمد على تقنيات الطب الصيني التقليدي بدلاً من العلوم السليمة".

على مدار عشرة أيام ارتدت هذه السيدة ذلك الملصق، واعترفت أنه خلال اليومين الأولين من التجربة شعرت "بالانخفاض في التوتر العام".

لكنها غير متأكدة ما إذا كان ذلك تأثير الدواء الوهمي أو التفاؤل المطلق بشأن علاج محتمل للقلق وليست حبوبا تصنعها شركات الأدوية الكبرى،.

إلا أنها في اليوم الثالث بدأت تنسى وجود الملصق، حيث عاد التوتر والقلق، الأمر الذي جعلها واثقة من أن هناك شيئا نفسيا جسديا يحدث عندما يتعلق الأمر بتأثيرات الشركة المضادة للقلق.



وتقول "مع مرور الأسبوع، كنت أشعر بنوبات من عدم الارتياح تتسلل إليّ من جديد - الانتظار على رصيف مترو الأنفاق الخانق خلال ساعة الذروة أو حبس أنفاسي على الهاتف بينما ترن نغمة الاتصال على أمل أن يلتقط مصدري على الطرف الآخر".

مستدركة "لكن بين الحين والآخر، عندما رأيت الملصق على الجزء الداخلي من معصمي مرة أخرى، كان تنفسي يهدأ، وتتباطأ أفكاري إلى وتيرة طبيعية، وترتخي عضلاتي. كان الأمر كما لو كان الملصق بمثابة تذكير وليس جهازا طبيا حقيقيا".

وفيما لم تجد تلك السيدة إجابة للأسئلة المزدحمة في رأسها، يبقى السؤال عما هو موجود بالضبط داخل هذا القرص غامضا بعض الشيء.