أثارت وزير التجارة في الحكومة الفرنسية، أوليفييه غريغوار، جدلاً وانتقادات، باقتراحها أنَّ تتعامل الأسر الفرنسية مع التضخم الذي تشهده البلاد، من خلال التخلي عن الوجبات الجاهزة، وإعداد أطباقها الخاصة، والطبخ على غرار ما كانت تفعله الجدات.

غريغوار دعت الفرنسيين إلى إعادة دروس الطبخ إلى المدارس، لتحسين صحة الأسرة ومواردها المالية، في إطار ما سمته «التعلُّم مثل الجدات» في مواجهة أزمة غلاء المعيشة، وفقاً لما ذكرته صحيفة «تايمز» البريطانية.

أثار تعليق الوزيرة غضب اليساريين الذين قارنوها بماري أنطوانيت وصوروها بأنها رمز لمسؤول بعيد عن الناس العاديين، وكانت أنطوانيت ملكة فرنسا الأخيرة قبل اندلاع الثورة الفرنسية عام 1789، وكانت تعيش حياة باذخة، وتُنسب إليها مقولة «دعهم يأكلوا الكعك»، في إشارة إلى أن الفقراء لم يكونوا يجدون الخبز، إلا أنه لا دليل على أن الملكة قالت هذه المقولة.



تشير الدراسات الاستقصائية الأخيرة، إلى أنَّ معظم الأسر الفرنسية لا تزال تطبخ المنتجات الطازجة بانتظام، لكن يبدو أنَّ الأجيال الشابة لديها شهية متزايدة للوجبات السريعة وتوصيل الطلبات للمنازل.

بحسب الصحيفة البريطانية، فإن غريغوار، البالغة من العمر 44 عاماً، قدمت هذا الاقتراح خلال مقابلة مع لجنة من قراء صحيفة سود أويست الفرنسية، التي ركزت على أسعار المواد الغذائية، التي ارتفعت بنسبة 11.2% في شهر أغسطس 2023، عمّا كانت عليه في أغسطس من العام 2022، وهي ترتفع بوتيرة أسرع بكثير من معدل التضخم ككل، الذي بلغ معدله 4.9% على أساس سنوي.

غريغوار قالت خلال عرضها لمقترحها: «نحن بحاجة إلى أن نتعلم مرة أخرى كيفية طهي المنتجات الخام لتجنب شراء [الوجبات] الجاهزة، التي هي أكثر تكلفة. يجب أن تعود دروس الطبخ إلى المدارس. هناك مشكلة حقيقية في تعلُّم مهارات المطبخ الأساسية اليومية مثل الجدات».