الحرةيقوم عدد من الخبراء الأميركيين والأوروبيين برسم أكبر خريطة للشبكات الفطرية المتشعبة تحت الأرض، ضمن مشروع يهدف لحماية هذه الفطريات، وذلك في إطار جهود مهمة للحد من التغيرات المناخية السلبية التي ألقت بثقلها على كاهل البشرية في الأعوام الأخيرة.

وبحسب تقرير خاص بصحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، فإن السهوب الكازاخستانية، التي تمتد من شمال بحر قزوين إلى جبال ألتاي، تعد واحدة من أكبر السهوب الجافة في العالم، وبالتالي فمن المتوقع أن تحتوي على تنوع كبير من الفطريات.

لكن مع تحول المنطقة إلى "شبه صحراوية" بشكل متزايد، فإن العديد من تلك الفطريات مهددة بالزوال.

ويوضح فريق الخبراء والعلماء الذي ينتمي إلى جمعية "حماية شبكات الفطريات تحت الأرض"، أنهم دخلوا 3 مناطق من السهوب، لكل منها مناخ مختلف.

ونبهوا إلى أنهم بدأوا أبحاثهم في الصحارى الجنوبية، ثم انطلقوا غربًا إلى منطقة تهيمن عليها المراعي الشاسعة والأراضي الزراعية والمروج، وذلك قبل أن ينتهي بهم المطاف شمالًا بالقرب من الحدود الروسية، حيث ولجوا النظام البيئي للغابات.

وفي كل موقع، عمد العلماء إلى أخذ عشرات العينات من تربة الفطريات المتشعبة تحت الأرض، على أمل أن تساعدهم مع غيرهم من الخبراء على كشف الأسرار، التي يمكن أن تساعد بدورها النظم البيئية يومًا ما، على التقاط المزيد من ثاني أكسيد الكربون واستعادة "صحة التربة"، وبالتالي الحفاظ على الأشجار والنباتات والحياة الحيوانية في العديد من مناطق العالم.

وأوضح عالم البيئة التطورية، جاستن ستيوارت، الذي قاد بعثة رسم الخرائط في كازاخستان، أنه غالبًا ما تشكل الفطريات تحت الأرض "علاقات متبادلة المنفعة مع النباتات، فهي تقدم العناصر الغذائية الأساسية مثل الفوسفور والنيتروجين، مقابل الحصول على ثاني أكسيد الكربون".

وأوضحت الدراسات أن الفطريات تساعد النباتات في الأراضي الجافة على الحصول على المياه، عن طريقها شبكاتها تحت الأرض.

وذكر الخبراء أنه من غير المعلوم ما الذي سيحدث للفطريات في درجات الحرارة القاسية التي يشهدها العام بشكل متزايد، لكنها يعتقدون أن الكثير منها "سينتهي".

وكانت وكالة "أسوشيتد برس"، قد نقلت في وقت سابق عن خبيرة الفطريات في الجامعة السويدية للعلوم الزراعية، كارينا إنغلبريخت كليمينسن، قولها إنه "في حين أن خرائط الفطريات التي يتم العمل عليها ستكون مفيدة، بيد أنه من غير الواضح كيف سيقوم العلماء باستغلالها لمواجهة تغير المناخ".

تجدر الإشارة إلى أن "حماية شبكات الفطريات تحت الأرض" هي منظمة بحثية علمية مكرسة لرسم خرائط للفطريات تحت الأرض.

وتسعى تلك المنظمة إلى أخذ عينات من التربة في 10 آلاف منطقة من المناطق الساخنة للتنوع البيولوجي في جميع أنحاء العالم، لتكوين صورة عالمية عن أنواع الفطريات الموجودة وأماكن تواجدها.