تسببت حرب غزة، والتي تعمد خلالها الجيش الإسرائيلي استهداف الطواقم الطبية والدفاع المدني، بعدم اكتمال مئات عمليات الإنقاذ، فيما كانت الطفلة هند مثالاً حياً للصعوبات التي تواجهها تلك الطواقم.

والإثنين الماضي، تحرك طاقم إسعاف تابع لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني لإنقاذ الطفلة هند (6 أعوام)، بعدما حوصرت وعائلتها داخل مركبة غرب مدينة غزة، فيما لا يُعرف حتى اللحظة مصير طاقم الإسعاف أو الطفلة التي قُتل جميع أفراد عائلتها.

الناطق باسم جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، رائد النمس، أكد أن "الاتصال لا يزال مفقوداً بطاقم الإسعاف الذي تحرك الأسبوع الماضي لإنقاذ الطفلة هند"، وقال إن مصيرهما لا يزال مجهولاً حتى اللحظة.



وأوضح النمس، لـ"إرم نيوز"، أن "الطاقم يتكون من المسعفين يوسف زينو وأحمد المدهون، تحركا لإنقاذ الطفلة بعد تنسيق مع السلطات الإسرائيلية، بعد المكالمة الهاتفية من الطفلة خلال محاصرة الدبابات الإسرائيلية لها".

وأضاف النمس: "من غير المعروف إذا كانت الطفلة والطاقم على قيد الحياة، أم أنهم قتلوا برصاص الجيش الإسرائيلي"، مشدداً على ضرورة التدخل الدولي العاجل للكشف عن مصيرهم، وتوفير الحماية لطواقم الإنقاذ.

وأشار أن "الجيش الإسرائيلي يتعمد منذ بداية الحرب استهداف الطواقم الطبية، وإخراج المنظومة الصحية والإسعافية عن الخدمة"، لافتاً إلى أن العديد من مراكز الإسعاف التابعة للهلال الأحمر توقفت بسبب الاستهداف الإسرائيلي.

استهداف متعمد

ومن ناحيته، أكد مدير الإعلام والعلاقات الدولية في وزارة الصحة بغزة، محمد الحاج، أن "مئات عمليات الإنقاذ في القطاع لم تكتمل؛ بسبب المعوقات الإسرائيلية والاستهداف المتعمد للطواقم الطبية من قبل الجيش الإسرائيلي".

وأوضح الحاج، لـ"إرم نيوز"، أن "الطواقم الطبية تصلها يومياً مئات المناشدات لإنقاذ أرواح الجرحى والمصابين جراء الاستهدافات الإسرائيلية، إلا أنها لا تستطيع التعامل معها بسبب استمرار القصف أو الاجتياح البري".

وأضاف: "المئات من الطواقم الطبية والإسعاف قُتلوا وأصيبوا بنيران الجيش الإسرائيلي، خلال مهام إنقاذ كانوا يسعون لتنفيذها، ورصدنا استهدافاً مباشراً للطواقم الطبية من قبل الطيران والجيش الإسرائيليين"، مبيناً أن ذلك يحول دون استكمال مهام الإنقاذ وبالتالي زيادة عدد الضحايا.

وأشار الحاج إلى أن "أفرادًا من طواقم الإسعاف أصيبوا بجروح بالغة وعمليات بتر لأطرافهم؛ بهدف إخافة زملائهم من استكمال عملهم الميداني"، مؤكدًا أن مصير بعضهم لا يزال مجهولاً.

وأدت الحرب الإسرائيلية على غزة إلى مقتل 399 من الطواقم الطبية، و46 من جهاز الدفاع المدني، في حين فُقد 7 آلاف فلسطيني، 70% منهم من الأطفال والنساء، كما اعتقل الجيش عدداً كبيراً من فرق الإنقاذ في القطاع.

وطالب المسؤول الطبي المجتمع الدولي والمؤسسات الإغاثية الدولية المعنية بضرورة التحرك العاجل من أجل محاسبة إسرائيل على جرائمها بحق الطواقم الطبية، والكشف عن مصير من جرى اعتقالهم أو اختفاؤهم في ظروف غامضة.

صعوبات كبيرة

ومن ناحيته، أكد مدير عام الدفاع المدني في غزة، رامي العايدي، أن "طواقم الدفاع المدني تواجه صعوبات كبيرة جداً في عملها، خاصة مع تعمد الجيش الإسرائيلي استهداف العربات والعاملين بداخلها بشكل مباشر".

وأوضح العايدي، لـ"إرم نيوز"، "أنه في بعض الأحيان كانت طواقم الدفاع المدني تضطر للانسحاب من أماكن عمليات الجيش الإسرائيلي؛ بسبب إطلاق النار عليهم أو استهدافهم بالقصف الصاروخي".

وأشار أنه "لا يمكن لطواقم الدفاع المدني الوصول إلى الضحايا والجرحى المتواجدين في أماكن الاجتياحات البرية، خاصة وأن الجيش يرفض منح الجهاز المدني التنسيقات اللازمة، ويعيق عمل أفراده في المناطق القريبة منه".

وأضاف: "الجيش الإسرائيلي قتل وأصاب واعتقل المئات من كوادرنا، وأضعف قدرة الدفاع المدني على العمل، خاصة مع استهداف عرباته، ونقص المعدات والوقود"، مؤكداً أن ذلك أدى لزيادة أعداد الضحايا"، مبيناً أن هناك عددا من المفقودين من عناصر الدفاع المدني الذين لا يُعرف مصيرهم.