انتقادات لمجلة "كوزموس" الأسترالية بسبب استخدامها الذكاء الاصطناعي في مقالاتها اعتبر خبراء أنها تنطوي على معلومات غير صحيحة أو مبالغة في التبسيط

تعرضت مجلة "كوزموس"، إحدى المنشورات العلمية الرائدة في أستراليا، لانتقادات أمس الخميس بعد نشرها مقالات أُنشئت باستخدام الذكاء الاصطناعي، إذ اعتبر خبراء أنها تنطوي على معلومات غير صحيحة أو مبالغة في التبسيط.

فقد استخدمت مجلة "كوزموس" التي تنشرها وكالة العلوم الوطنية الأسترالية، وهي منظمة مدعومة من الدولة، برنامج "جي بي تي-4" المطور من "تشات جي بي تي" لكتابة ست مقالات بحثية نُشرت الشهر الماضي.

وعلى الرغم من الكشف عن استخدام الذكاء الاصطناعي، إلا أن رابطة الصحافيين العلميين في أستراليا اعتبرت أن هذا الاستخدام يثير مخاوف جدية.


وقال رئيس الرابطة جاكسون راين لوكالة "فرانس برس" إن مقالة "كوزموس" التي أعدها الذكاء الاصطناعي بعنوان "ماذا يحدث لأجسادنا بعد الموت؟"، تضمنت توصيفات لعمليات وأدلة علمية غير صحيحة أو مبسطة بشكل كبير.

على سبيل المثال، تحدّث الذكاء الاصطناعي عن علامات تيبس لدى الأشخاص المتوفين بعد ثلاث أو أربع ساعات من الوفاة. وبحسب راين، فإن المعلومات المتوافرة من خلال البحوث العلمية أقل دقة في هذا الموضوع.

وتضمّن مثال آخر وصفاً للتحلل الذاتي ــ وهي عملية تُدمَّر فيها الخلايا بواسطة إنزيماتها - وقد وصفها المقال بأنها عملية "تدمير ذاتي". بالنسبة لراين، فإن هذا الوصف غير مناسب للعملية.

واعتبر راين أن هذه الأخطاء تضرّ بثقة الناس بالمنشورات العلمية.

من جهته قال ناطق باسم وكالة العلوم الوطنية في أستراليا إن محتوى الذكاء الاصطناعي تم التحقق منه بواسطة "أداة علمية مؤهلة وعمل على تحريره فريق النشر في كوزموس".

كما أثارت المجلة انتقادات لاستخدامها المنح المخصصة لقطاع الصحافة لتطوير قدراتها في مجال الذكاء الاصطناعي، ما قد يأتي على حساب الصحافيين.

وأصبح استخدام الذكاء الاصطناعي موضوع معركة كبرى للناشرين والموسيقيين. وقد رفعت صحيفة "نيويورك تايمز" أخيراً دعوى قضائية ضد شركتي "أوبن إيه آي" و"مايكروسوفت" في محكمة أميركية، قائلةً إن نماذج الذكاء الاصطناعي القوية لدى الشركتين استخدمت ملايين المقالات لأغراض التدريب من دون إذن المعنيين بالأمر.