براء ملحم

لم يودعنا 2017 حتى أخذ نخبة من أساطير الفن العربي، تاركاً لنا ذكرياتهم وأعمالهم التي خلفت البسمة على الوجوه وأدخلت الفرحة على النفوس، ومنهم أيقونة الكوميديا الخليجية الفنان القدير عبدالحسين عبدالرضا، الذي فارق الحياة عن عمر 78 عاماً، مخلفاً إرثاً من الفن الخليجي الأصيل ومسيرة فنية تجاوزت الـ 50 عاماً، أرسى خلالها قواعد الفن الخليجي والدراما الكويتية. أعماله التي تجاوزت الـ100 عمل تنوعت بين المسلسلات الكوميدية والدرامية والإذاعية إضافة إلى المسرحيات. اشتهر عبدالحسين بجمال صوته، ما أعطاه تميزاً عن بقية الفنانين في جيله، وجعله يخوض تجربة «الأوبريت».

كما فقدت الشاشة السورية أحد أهم أعمدة الفن السوري، فنان الشعب رفيق السبعي الشهير بأ بو صياح بعد مسيرة فنية طويلة.



ويعتبر رفيق السبعي من أشهر الفنانين الذين يجيدون التمثيل والغناء في وقت واحد. ويعتبر رفيق السبعي أحد أبرز فناني جيله، بدأ مسيرته أواخر الأربعينيات بتقديم مقاطع كوميدية ارتجالية على مسارح دمشق ونواديها الأهلية، ثم انتقل إلى الغناء والتمثيل في فرقٍ فنيّة عدة. ترك السبيعي عدداً كبيراً من الأعمال السينمائية والتلفزيونية والمسرحية والغنائية.

وتعتبر وفاة الفناة القديرة شادية الملقبة بـ»الدلوعة» إحدى فاجعات الوسط الفني رغم مرضها الذي أقعدها أشهراً في المستشفى قبل وفاتها. بدأت شادية مسيرتها الفنية 1947 واستمرت حتى 1984، وقدمت من خلالها عدداً كبيراً من الأفلام والمسلسلات والمسرحيات والأعمال الإذاعية.

وبعد سن الخمسين قررت شادية الاعتزال مبررة ذلك بقولها «لأنني في عز مجدي أفكر في الاعتزال لا أريد أن أنتظر حتى تهجرني الأضواء بعد أن تنحسر عني رويداً رويداً. لا أحب أن أقوم بدور الأمهات العجائز في الأفلام في المستقبل بعد أن اعتاد الناس أن يروني في دور البطلة».

ولم يقف المرض عند شادية بل سلب حياة الفنانة القديرة كريمة مختار الشهيرة بـ «ماما نونا» بعد صراع طويل معه عن عمر ناهز 82 عاماً. كريمة مختار التي عرفها الجيل الجديد بدورها الاسطوري في مسرحية العيال كبرت. وعرفت في شخصياتها بالأم الحنونة المضحية دائماً من أجل أبنائها حيث كان اداؤها لشخصية «ماما نونا» في مسلسل «يتربى في عزو» أكثر من رائع .

وآخر من رحل عنا في نهاية 2017 الفنان القدير أبو بكر سالم أحد أبرز وألمع نجوم الغناء العربي.

أبو بكر سالم مغنٍّ وملحن وشاعر وأديب يمني يحمل الجنسية السعودية من أصول حضرمية.

اشتهر في صباه كمنشد للأناشيد والموشحات الدينية إضافة إلى ولعه بالأدب والشعر، إلى جانب حبه الكبير للغناء الذي مارسه بشكل رسمي بعد الانشاد.

تميز الفنان أبوبكر سالم بالأداء الجميل والراقي في الأداء الغنائي مما جعله يتربع على عرش الغناء أكثر من أربعة عقود من الزمن، ويعتبر أفضل شخصية غنائية في الجزيرة العربية.

وفي 1978 حصل أبوبكر على جائزة أفضل صوت في العالم من «اليونسكو» من حيث طبقات الصوت في أغنية «أقوله ايه».