دبي - صبري محمود :ترتبط احتفالات العيد في الإمارات بالعادات والتقاليد والموروث الشعبي الذي يحرص عليه الآباء، حيث تبدأ فرحة العيد مع الخروج من صلاة العيد في الصباح وتبادل التهاني، ثم اجتماع أفراد كل منطقة في مجلس عام أو منزل شخصية كبيرة معروفة في الفريج (الحي) يتبادلون التهاني ويتناولون الحلويات والقهوة العربية .لا تخلو البيوت الإماراتية في العيد من مختلف أنواع العطور، خاصة العربية منها والبخور الفاخر، إضافة إلى منتجات المخلط ودهن العود، حيث يعتبر الإماراتيون العطور والبخور جزءاً لا يتجزأ من حياتهم، ونظراً لقيمته يتهادونه ويعتبرونه علامة على الكرم والجود .فرحة العيد لا تكتمل إلا بإعداد الأكلات الشعبية الخاصة أهمها الهريس والثريد والبلاليط، والعصيدة، كما يصنع الأهالي الحلويات والأطعمة ومنها الأرز مع اللحم والحلوى والفاكهة، ويتم وضع كميات من الفواكه في المجالس لاستقبال ضيوف العيد وفي المقدمة التمر والقهوة والشاي .صباح يوم العيد يتناول الجميع وجبة فطورهم الصباحي، ويعتبر الهريس الوجبة الرئيسية ويتم طبخها في الليل، وهي الوجبة المفضلة والشهيرة لدى الإماراتيين، وبعض الأهالي يفضلون (العرسية) .يرتدى الجميع الملابس الجديدة صباح العيد قبل القيام بالزيارات العائلية، وتبدأ الزيارات بمنزل أكبر أفراد الأسرة حيث يشهد تجمع الأقارب . وتحلو أيام العيد بتبادل الزيارات بين الأقارب والأصدقاء، لتجدد الود وصلة الرحم التي تحض عليها تعاليم ديننا الحنيف وتقاليدنا العربية الأصيلة .ويتجمع الأقارب خلال الزيارات العائلية حول (فوالة العيد) وهي المائدة الرئيسة التي يتم إعدادها خصيصا لاستقبال العيد والتي تضم مجموعة منوعة من الأكلات والحلويات الشعبية الإماراتية .ويحرص الإماراتيون على تقديم أفضل ما لديهم من طعام وشراب للضيوف، وتبقى المنازل خلال أيام العيد مفتوحة وتعج بالضيوف من الأصدقاء والأقارب والمعارف، بينما تنتشر رائحة العطور والبخور والدخون والعود والمسك والعنبر في البيت الإماراتي وتعبق أرجاؤه كمظهر من مظاهر الترحيب بالضيوف.بنت الامارات لها عادات خاصة جداً تبدأ قبل العيد بنحو شهر، حيث تقطف النساء أوراق الحناء ثم يتم تجفيفها وطحنها ونخلها حتى قبل العيد بأسبوع، حيث يتم عجمها بمغلي الليمون المجفف ثم توضع على أيدي وأرجل البنات والسيدات وتسمى (قصة وغمسة) ،وتتكرر الحناء على مدى يومين حتى تصبح ذات لون أحمر يخطف الأبصار ويشعر الجميع بالبهجة والسعادة .ينعم الأطفال في الإمارات بنصيب كبير من الفرحة، بشراء الملابس الجديدة وركوب المراجيح وتناول الأنواع المختلفة من الحلويات والمشاركة في المسابقات والألعاب، كما يحصلون على عيدية يشترون بها الهدايا والحلوى فيملؤون الأحياء فرحا وبهجة بألعابهم وألوان ثيابهم الزاهية .ويمارس الأطفال العاب قديمة تحاول أندية التراث في الإمارات إحياءها وتعريفهم بألعاب الآباء والأجداد، وهناك ألعاب خاصة بالفتيات تتميز بالحشمة وقلة الحركة والاعتماد على الذكاء الذهني ومنها (العرائس، والغميضة، وبيت بيوت، والمريحانة، واللقفة، الجحيف) . وتعتمد غالبية الألعاب الشعبية الخاصة بالأعياد على أهازيج وحوارات تظهر فرحة الأطفال، كأهزوجة العيد، وأهزوجة النخلة، وغيرها .
{{ article.visit_count }}
970x90
{{ article.article_title }}
970x90