غزة - عزالدين أبوعيشة
لا يمكن أن تخلو سفرة طعام في قطاع غزّة أوّل أيام عيد الفطر السعيد من وجبة السمك المُملّح الذي يطلق عليه بين المواطنين في القطاع اسم الفسيخ، بشتى أنواعه وأشكاله، فعادة ما تزخر الأسواق قبل يومٍ من عيد الفطر السعيد بمختلف أصناف الأسماك المملحة.
الفسيخ بات يعد طبقاً مهماً وأساسياً في العيد، فأوّل ما يكسر الصائم بصومه إلا بهذه الوجبة شديدة الملوحة، لذيذة الطعم، إلى جانب طبق من البندورة "الطماطم" المقلية بالزيت الحار، لتتزين سفرة أوّل أيام عيد الفطر.
والفسيخ هو سمك مملح، بغض النظر عن نوعية السمك ولكن أشهرها في القطاع البورى والدنيس، يتم تخليله في الملح فترة من الزمن، ويعد أكلة مصرية، ترجع أصولها للفراعنة، وأبدع المصريون القدماء في حفظ السمك، وانتقل للقطاع بحكم التجاور الجغرافي والتداخل الديموغرافي.
وجبة الفسيخ تعتمد على تعتيق السمك وحفظه لمدة تزيد عن الشهر في أوانٍ مخصصة مع إضافة كميات كبيرة من ملح الطعام، بالإضافة إلى الكركم لإعطائها اللون الأصفر الذي يتميز فيه.
وعند العودة إلى أسباب تناول الفسيخ شديد الملوحة، يرجع المواطنون ذلك إلى أنّه يعوضهم عن الأملاح التي فقدها الجسم خلال صيام شهر رمضان المبارك، وأنه يحمي الجسم من الإرهاق والتعب.
وكالعادة يتزاحم المواطنين لشراء ما بات يعرف بوجبة العيد الفسيخ، حتى أصبحت تلك الأكلات من تراث الغزيين وعاداتهم في العيد، علاوة أنها تفتح نافذة اقتصادية للعديد من التجار والبائعين في الأسواق.
ويتم تناول هذه الوجبة مباشرة بعد العودة من صلاة العيد، فإذا كنت تسير في شوارع القطاع، ستشم رائحة المكان معبقة برائحة الفسيخ القوية والشهية، وتجد المواطنين يأكلون في هذه الوجبة بشراهة عالية،
وما يساعد على انتشار وجبة الفسيخ في أوّل أيام عيد الفطر، هو سعرها المناسب الذي يكون في متناول الجميع، المقدر بحوالي 30 شيكل بالعملة الإسرائيلية، أي ما يعادل 10 دولارات بالعملة الأمريكية.
وبحسب دائرة حماية المستهلك في وزارة الاقتصاد الفلسطيني فإنها تقوم بالمتابعة الدورية على أنواع الأسماك والتأكد من جودتها، ويقدر عادة حجم الاستهلاك خلال ثلاثة أيام عيد الفطر بحوالي 250 ألف كيلو من الفسيخ.
ويجمع عدد من المواطنين في القطاع على أنّ هذه الأكلة الشعبية ستبقى تقليداً متوارثاً بين الأجيال الصاعدة، ومظهراً من أجواء العيد في القطاع.
أما في الضفة الغربية فلا يعرف الفلسطينيون تلك الأكلات، ويكتفون فقط لعمل المشاوي المتنوعة لمختلف أنواع اللحوم الطازجة والمقالي احتفالاً بالعيد.
{{ article.visit_count }}
لا يمكن أن تخلو سفرة طعام في قطاع غزّة أوّل أيام عيد الفطر السعيد من وجبة السمك المُملّح الذي يطلق عليه بين المواطنين في القطاع اسم الفسيخ، بشتى أنواعه وأشكاله، فعادة ما تزخر الأسواق قبل يومٍ من عيد الفطر السعيد بمختلف أصناف الأسماك المملحة.
الفسيخ بات يعد طبقاً مهماً وأساسياً في العيد، فأوّل ما يكسر الصائم بصومه إلا بهذه الوجبة شديدة الملوحة، لذيذة الطعم، إلى جانب طبق من البندورة "الطماطم" المقلية بالزيت الحار، لتتزين سفرة أوّل أيام عيد الفطر.
والفسيخ هو سمك مملح، بغض النظر عن نوعية السمك ولكن أشهرها في القطاع البورى والدنيس، يتم تخليله في الملح فترة من الزمن، ويعد أكلة مصرية، ترجع أصولها للفراعنة، وأبدع المصريون القدماء في حفظ السمك، وانتقل للقطاع بحكم التجاور الجغرافي والتداخل الديموغرافي.
وجبة الفسيخ تعتمد على تعتيق السمك وحفظه لمدة تزيد عن الشهر في أوانٍ مخصصة مع إضافة كميات كبيرة من ملح الطعام، بالإضافة إلى الكركم لإعطائها اللون الأصفر الذي يتميز فيه.
وعند العودة إلى أسباب تناول الفسيخ شديد الملوحة، يرجع المواطنون ذلك إلى أنّه يعوضهم عن الأملاح التي فقدها الجسم خلال صيام شهر رمضان المبارك، وأنه يحمي الجسم من الإرهاق والتعب.
وكالعادة يتزاحم المواطنين لشراء ما بات يعرف بوجبة العيد الفسيخ، حتى أصبحت تلك الأكلات من تراث الغزيين وعاداتهم في العيد، علاوة أنها تفتح نافذة اقتصادية للعديد من التجار والبائعين في الأسواق.
ويتم تناول هذه الوجبة مباشرة بعد العودة من صلاة العيد، فإذا كنت تسير في شوارع القطاع، ستشم رائحة المكان معبقة برائحة الفسيخ القوية والشهية، وتجد المواطنين يأكلون في هذه الوجبة بشراهة عالية،
وما يساعد على انتشار وجبة الفسيخ في أوّل أيام عيد الفطر، هو سعرها المناسب الذي يكون في متناول الجميع، المقدر بحوالي 30 شيكل بالعملة الإسرائيلية، أي ما يعادل 10 دولارات بالعملة الأمريكية.
وبحسب دائرة حماية المستهلك في وزارة الاقتصاد الفلسطيني فإنها تقوم بالمتابعة الدورية على أنواع الأسماك والتأكد من جودتها، ويقدر عادة حجم الاستهلاك خلال ثلاثة أيام عيد الفطر بحوالي 250 ألف كيلو من الفسيخ.
ويجمع عدد من المواطنين في القطاع على أنّ هذه الأكلة الشعبية ستبقى تقليداً متوارثاً بين الأجيال الصاعدة، ومظهراً من أجواء العيد في القطاع.
أما في الضفة الغربية فلا يعرف الفلسطينيون تلك الأكلات، ويكتفون فقط لعمل المشاوي المتنوعة لمختلف أنواع اللحوم الطازجة والمقالي احتفالاً بالعيد.