وكالات


انتهت أمس مواجهة استمرت عدة ساعات بين مجموعة من الأفراد المدججين بالسلاح والكاميرات، وأفراد شرطة ولاية ماساتشوستس على طريق سريع، باحتجاز 11 شخصاً.

وقال الكولونيل كريستوفر ماسون في شرطة ولاية ماساتشوستس للصحافيين، إن الوضع تم حله "من خلال المفاوضات والمناورات التكتيكية"، مضيفاً أن أعضاء المجموعة "استسلموا دون وقوع حوادث".

وأظهر مقطع فيديو تم تصويره على طول الطريق السريع، رجالاً يرتدون ملابس عسكرية يحملون العلم المغربي، عرفوا أنفسهم بأنهم جماعة مسالمة اسمها "رايز أوف ذا موور"، قبل أن تتواصل الشرطة معهم من خلال فريق التفاوض بشأن الرهائن.


من هم "رايز أوف ذا موور"؟

أعلن هؤلاء الأفراد، أنهم أعضاء في جماعة " رايز أوف ذا موور" (Rise of the Moors)، وهي مجموعة تُعرف باسم "المغاربيين الأمريكان" (Moorish American).

يقول "مركز قانون الحاجة الجنوبي"، وهو منظمة أميركية غير ربحية متخصصة في حقوق المواطنين ودعاوى الرأي العام، إن "حركة المواطنين المغاربيين المستقلين، هي عبارة عن مجموعة من المنظمات المستقلة والأفراد المنعزلين الذين ظهروا في أوائل التسعينيات كفرع من حركة المواطنين المستقلة المناهضة للحكومة التي تؤمن بأن المواطنين الأفراد يتمتعون بالسيادة على السلطة الفيدرالية وسلطة حكومات الولايات".

"يتبنى المواطنون المغاربيون المستقلون تفسيراً للعقيدة السيادية بأن الأميركيين الأفارقة يشكلون طبقة نخبة داخل المجتمع الأميركي ذات حقوق وامتيازات خاصة، تمنحهم حصانة سيادية تضعهم خارج نطاق السلطة الفيدرالية وسلطة الدولة".

زعيم الجماعة

ويُعرف جمال طالب عبد الله باي على موقع المجموعة على أنه رئيس البعثة القنصلية للمغاربيين الأميركين لجماعة (صعود المغاربة). وتظهر سيرته الذاتية على موقع المجموعة على الإنترنت أنه خدم سابقاً في سلاح مشاة البحرية الأميركية.

في بيان على موقع " صعود المغاربة"، كتب عن خدمته العسكرية: "أعتقد حقاً أن معظم المهارات التي غُرست في داخلي من خلال التدريب العسكري يمكن استخدامها للارتقاء بأمتنا وجميع الأميركيين المغاربيين. الشرف والشجاعة والالتزام هي قيم مشاة البحرية. هذه القيم ذاتها التي يتمسك بها كل مشاة البحرية، تتناسب تماماً مع المبادئ السامية للحب والحقيقة والسلام والحرية والعدالة التي أمرنا الحاج شريف عبد العلي بالعيش بها".

وأضاف: "انضممت إلى الجيش لأفكر في أنني سأساعد شعبنا، تدربت في ذلك الوقت على الاعتقاد بأننا سود. أنا الآن أعرف (خطة الملك ألفريد)، وهدفها استخدام رجالنا كرأس رمح للسيطرة على العالم الأوروبي والإمبريالية".

وتابع: "سأستمر كما فعل مؤسسنا، في العمل يوماً بعد يوم ، في الأماكن العامة والخاصة لمواصلة عمله التبشيري العظيم لرفع مستوى الإنسانية المنهارة، وتعزيز أسس الحركة المغاربية- عقول الناس".

مواجهات سابقة

يقول "مركز قانون الحاجة الجنوبي، إن المواطنين المغاربيين المستقلين دخلوا في نزاع مع السلطات الفيدرالية وسلطات الولايات بسبب رفضهم الامتثال للقوانين واللوائح الحكومية.

ومؤخراً، شارك مواطنون مغاربيون مستقلون في مواجهات عنيفة مع سلطات إنفاذ القانون، ومن المعروف أيضاً أنهم ينتقمون من السلطات الحكومية من خلال الوسائل المالية، وهي عملية تسمى "الإرهاب الورقي".

وكانت جماعة "رايز أوف ذا موور" رفعت دعاوى قضائية متعددة ضد شرطة بروفيدنس بولاية رود آيلاند في عام 2019 بدعوى انتهاك حقها في حمل السلاح وحق التجمع.

واتهموا الشرطة بمقاطعة محاضرة كانت المنظمة تستضيفها، وكان يتم بثها على الهواء. وفقاً للدعوى القضائية، كان باي يقوم بالتدريس وهو مسلح بمسدس طراز "غلوك 22"، وسلاح شبه آلي، حسبما ذكرت صحيفة "بروفيدنس جورنال" في عام 2019.

وأثناء المحاضرة المسجلة قرأ آيات من القرآن وتحدث عن حق الجماعة في حمل السلاح، قائلاً: "نحن نعلم شعبنا ألا يكونوا مجرمين".

سيرة المؤسس

يقول أنصار الجماعة، ومقرها في رود آيلاند، إنهم يتبعون التعاليم الدينية لتيموثي درو المعروف باسم "النبيل درو علي". وتيموثي درو، هو ساحر سيرك أميركي، ولد في 8 يناير 1886 في كارولاينا الشمالية في الولايات المتحدة، أسس "معبد موريش للعلوم" في أميركا، وزعم أنه أعد نسخة محرفة من القرآن.

اعتبره أتباعه نبياً، وفي عام 1913 أسس المعبد الكنعاني في نيوارك بولاية نيو جيرسي، قبل أن ينتقل إلى شيكاغو، حيث اكتسب الآلاف من الأتباع الذين اعتنقوا الإسلام.

بعد مقتل زعيم معبد موريش للعلوم المنافس، تم القبض على درو علي (لكن لم توجه إليه تهمة مطلقاً) وأودع السجن؛ توفي عام 1929 بعد وقت قصير من إطلاق سراحه في شيكاغو في الولايات المتحدة بسبب إصابته بالسل.

وتدعي طائفة "الموريش" انتسابها للدين الإسلامي، ويدعي مؤسسها النبيل درو النبوة. وهي ديانة خاصة بالأفارقة السود الأميركيين، ويدّعون أن أصولهم من المغرب العربي بشمال إفريقيا إلى ما وراء نهر السنغال، وأن أجدادهم قد استجلبوا عبر موجات تجارة الرقيق من شمال إفريقيا أواسط القرن السابع عشر وبدايات القرن الثامن عشر.