كشف الخبير الاقتصادي الأميركي جيفري ساكس، أنه حلّ فريق عمل من العلماء الذين يبحثون في أصول فيروس كورونا، بسبب شبهات "تحيز"، على خلفية علاقتهم بمؤسسة أبحاث قيد التدقيق بشأن استخدام أموال أميركية لتمويل معهد "ووهان" الصيني لعلم الفيروسات.

وقال الأستاذ بجامعة كولومبيا الذي يرأس لجنة "كوفيد-19" التابعة لدورية "لانسيت" العلمية، لصحيفة "وول ستريت جورنال"، إنه أوقف فريق العمل، لأنه كان يساوره قلق بشأن علاقته بمؤسسة "إيكو هيلث أليانس" غير الربحية، التي عملت مع معهد "ووهان".

وتخضع مؤسسة الأبحاث غير الربحية التي تتخذ من نيويورك مقراً، للتدقيق من جانب علماء وأعضاء بالكونجرس، ومسؤولين آخرين منذ عام 2020 لاستخدام أموال الولايات المتحدة في دراسات حول فيروسات كورونا التي تصيب الخفافيش مع معهد "ووهان" لعلم الفيروسات، وهو منشأة بحثية في المدينة الصينية التي شهدت أول تفش للفيروس، بحسب الصحيفة.



ومضى ساكس، الذي يشغل أيضاً منصب مدير مركز التنمية المستدامة بجامعة كولومبيا، قائلاً: "أنا فقط لم أكن أريد فريق عمل كان متورطاً بشكل واضح في إحدى المسائل الرئيسية، لهذا البحث الشامل عن الأصول، وهو إيكو هيلث أليانس".

وأوضح ساكس أن لجنة كوفيد-19 التابعة لدورية "لانسيت"، ستواصل دراسة أصل الفيروس من أجل التقرير الذي سيجري نشره منتصف عام 2022، ولكنها ستوسع نطاقه ليشمل معطيات من خبراء آخرين بشأن مخاوف السلامة الحيوية، تشمل الرقابة الحكومية والشفافية فيما يتعلق بالبحوث المخبرية الخطرة.

وأشار إلى أن الكثير من المختبرات لديها التكنولوجيا، لإعادة إنشاء أو بناء فيروسات جديدة، ومع ذلك فإن اللوائح والمعايير المتعلقة بكيفية إجراء هذه التجارب بأمان لا تواكب ذلك الأمر.

تطور جديد

وأشارت الصحيفة إلى أن حل فريق العمل، يمثل أحدث تطور في رحلة البحث العلمي العالمية للعثور على أصل الفيروس.

وأثار البحث توترات جيوسياسية ونقاشات حول ما إذا كان الفيروس قد بدأ بالانتشار بعد انتقاله إلى البشر بشكل طبيعي، أو من حيوان، أو من مختبر أو أي حادث آخر متعلق بالبحث العلمي. لكن الدعوات من العلماء والقادة الصحيين لإجراء تحقيق في احتمال وقوع حادث معمل اكتسبت زخماً خلال الأشهر الأخيرة.

وتشير نظرية المصدر الطبيعي للفيروس، التي اعتبرها فريق خبراء منظمة الصحة العالمية زار الصين العام الماضي، الأكثر ترجيحاً، إلى أن الفيروس ظهر لدى الخفافيش ومن ثم انتقل إلى البشر عبر حيوان وسيط، بينما تحظى فرضية "التسرّب المخبري" بمزيد من الزخم حالياً بعد طلب الإدارة الأميركية من أجهزة الاستخبارات تقصي أصول الفيروس.

ومعهد ووهان الصيني لعلم الفيروسات، الذي يقع على بعد أميال فقط من سوق الحيوانات البرية، حيث اكتشف أول تفشٍ لكوفيد-19، سبق أن تلقى تمويلاً من المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية عبر تحالف "إيكو هيلث" غير الربحي في نيويورك.

وتضمنت منحة "إيكو هيلث" للأبحاث تحليل عينات الخفافيش التي تم جمعها من الكهوف في الصين لدراسة قدرتها على إصابة البشر.

موقف التحقيق

في المقابل، قال أحد أعضاء فريق العمل إن المجموعة التي تم حلها ليس لديها تضارب في المصالح يتعارض مع قدرتها على جمع وتقييم البيانات بشأن كيفية وصول الفيروس إلى البشر.

كما يبحث أعضاء فريق العمل الذي حله الدكتور ساكس في منتصف سبتمبر الجاري سبل مواصلة التحقيقات بشأن منشأ الفيروس التاجي.

وقال ستانلي بيرلمان، أستاذ علم الأحياء الدقيقة والمناعة في جامعة أيوا وعضو فريق العمل: "سنواصل هذا العمل المهم".

وقاد رئيس شركة "إيكو هيلث أليانس"، بيتر داسزاك، فريق العمل حتى تنحى عن هذا الدور في يونيو، بينما تعاون بعض الأعضاء الآخرين في فريق العمل مع الدكتور داسزاك أو مؤسسته في مشروعات.

وعين ساكس الدكتور دازاك لقيادة فريق العمل عام 2020، وتضم المجموعة 12 عضواً من خبراء في الفيروسات الناشئة وصحة الحيوان؛ من بينهم مالك بيريس، عالم الفيروسات المقيم في هونج كونج الذي لعب دوراً حاسماً في التعرف إلى فيروس كورونا الذي تسبب في تفشي مرض سارس عام 2003، وكارلوس داس نيفيس، مدير البحث وعملية التدويل في المعهد البيطري النرويجي، ودانييل أندرسون، عالمة الفيروسات الأسترالية في جامعة ملبورن، التي أجرت بحثاً في معهد "ووهان" أواخر عام 2019.

"نظرية مؤامرة"

وفي فبراير 2020، انضم خمسة أعضاء من فرقة العمل إلى الدكتور داسزاك في توقيع رسائل في دورية "لانسيت"، تدين ما وصفوه بـ"نظريات المؤامرة" بشأن أصل فيروس كورونا الجديد، وأنه "تمت هندسته بيولوجياً". وفي يوليو 2021 قالوا إن المزيد من الأدلة تدعم الأصل الطبيعي للفيروس.

كما وقع الدكتور بيرلمان الذي يدرس فيروسات كورونا منذ أربعة عقود، الرسائل لكنه قال إنه لم يجرِ بحثاً مع علماء في "إيكو هيلث" أو معهد "ووهان".

وأظهرت إحصاءات جامعة "جونز هوبكنز" الأميركية، السبت، أن أكثر من 231.34 مليون شخص أصيبوا بالفيروس على مستوى العالم، في حين وصل إجمالي عدد الوفيات إلى 4 ملايين و740 ألفاً و980 شخصاً، بينما أُعطيت أكثر من 6.06 مليار جرعة لقاح حول العالم.

والولايات المتحدة هي أكثر الدول تضرراً فيما يتعلق بالوفيات، إذ سجلت 687 ألفاً و300 وفاة، تليها البرازيل بتسجيلها 593 ألفاً و663 وفاة، ثم الهند مع 446 ألفاً و658 وفاة.