العين الاخبارية

أثارت عملية تشريح علنية لجثة رجل توفي جرّاء إصابته بفيروس كورونا جدلًا، لكن المنظمين أكدوا أن الهدف من تنظيم هذا الحدث "تعليمي" بحت.

جرت عملية التشريح، الشهر الماضي، ودفع المشاركون الذين قارب عددهم 70 شخصا ما يصل إلى 500 دولار لكل منهم ليحضروا في أحد الفنادق الكبرى في بورتلاند بولاية أوريجون الأمريكية، عملية تشريح يجريها اختصاصي

وعمل الدكتور كولين هندرسون مدى ساعات على استئصال أعضاء المتوفى، ومنها دماغه، شارحاً مختلف مراحل العملية التي درج على إجرائها مراراً طوال حياته المهنية.

وأظهرت لقطات بثتها قناة التلفزيون المحلية "كينج 5" بعض المتفرجين وهم يضعون قفازات جراحية قبل المشاركة في تشريح الجثة.

وقالت المتفرجة مونيكا للقناة إن عملية التشريح "كانت مفيدة جداً تعليمياً"، مشددة على أن "كل شيء تم باحترام للشخص الذي قدم جسده".

إلا أن "كينج 5" أشارت إلى أن عائلة المتوفى ديفيد سوندرز لم تُبلغ بأن جثمانه الذي تم التبرع به لأغراض علمية سيُستخدم في هذا النوع من العروض المدفوعة.

وتولت تنظيم الحدث في 17 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي في بورتلاند "ديث ساينس" التي تروج لنفسها على أنها "منصة تعليمية مستقلة".

وأشارت تذاكر الحضور إلى أن الحدث هو عبارة عن "تشريح طبي شرعي لجثة كاملة" يهدف إلى الاطلاع على "كيفية عمل" ما في داخل الجسم.

ووعد البرنامج أصحاب التذاكر بتمكينهم من معاينة الجثة بأنفسهم "قبل تشريحها وبعده وأثناء فترات الراحة".

وقال مؤسس شركة "ديث ساينس" جيريمي سيليبرتو في بيان تلقته وكالة فرانس برس إن الحدث يهدف إلى "توفير تجربة تعليمية للأشخاص الذين يرغبون في معرفة المزيد عن علم التشريح البشري".

وأمّنت الجثة شركة "ميد إد لابس" في لاس فيجاس التي يشير موقعها على الإنترنت إلى أنها متخصصة في جمع الجثث التي يتم التبرع بها للعلم.

ونقلت "كينج 5" عن مسؤولي شركة لدفن الموتى في لويزيانا تولت ترتيب الإجراءات الخاصة بجثة ديفيد سوندرز بعد وفاته أن الأسرة كانت تظن أنها ستُستخدَم في أبحاث طبية.

وأكد سيليبرتو أنه لم يكن على علم بمضمون الاتفاق بين العائلة وشركة "ميد إد لابس"، موضحاً أن الشركة أبلغته أن "الجثة سلمت لأغراض علمية وطبية وتعليمية".

وقال المسؤول في "ميد إد لابس" اوبتين ناصري لوكالة فرانس برس "حصلنا على الإذن (من العائلة) باستخدام المتبرع في التدريب والتعليم الطبي والعلمي والتشريحي".



وأضاف "لم تكن لدينا أي فكرة على الإطلاق" أن تشريح ديفيد سوندرز سيتم في إطار نشاط علني عام مدفوع، وليس للطلاب أو العاملين في المجال الطبي.

وأكد أن "ميد إد لابس" لم تكن لتقدم جثة لمثل هذا النشاط لو علمت سلفاً بطبيعته، ولن تتعامل بعد اليوم مع "ديث ساينس". وقال ناصري إنه تواصل مع أسرة الفقيد وأن شركته ستحمل "المسؤولية كاملة وكل تكاليف إعادة الجثمان إلى العائلة وحرقه".