أمضى طبيب نحو عامين بلا كلل وملل وهو ينقذ المرضى الذين وقعوا فريسة فيروس كورونا، لكنه في النهاية أسلم الروح من جراء الفيروس ذاته.

وبقي الطبيب الجراح عرفان حليم بعيدا عن أسرته لمدة 4 أشهر متواصلة، في ذروة الجائحة التي اجتاحت العالم، لحمايتهم ولإنقاذ المرضى في الوقت نفسه.

وانهار الطبيب في 20 سبتمبر الماضي، بينما كان في مناوبة عمل داخل مستشفى سويندون بمقاطعة ويلتشير جنوب غربي إنجلترا، حيث تبين إصابته بمرض "كوفيد-19"الذي يستبب به فيروس كورونا، وفق ما نقلت شبكة "سكاي نيوز" البريطانية عن زوجته سيلا، السبت.



وكان الطبيب الراحل قد التحق بهذا المستشفى قبل شهرين فقط من الإصابة، حيث كان يعمل في قسم العناية المكثفة.

وأضافت زوجته أن اليوم الذي أصيب فيه كان "مجرد يوم آخر ينقذ فيه أرواح الآخرين".

ومنذ ذلك التاريخ، ساءت حالة الطبيب كثيرا، فبعدما كان في قسم العناية المكثفة بالمستشفى ذاته لمدة يومين، نقل إلى مستشفى رويال برومبتون في لندن، الذي يقدم علاجا خاصا للحالات الخطرة في القلب والرئتين.

وجرى وضع الطبيب على جهاز متطور يحل مكان القلب والرئتين، وهو جهاز يستخدم لمرضى "كوفيد-19" الذين لا يستطيعون التنفس، حتى بأجهزة التنفس الاصطناعية التقليدية.

وفي وقت لاحق جرى إعادته إلى منزله، حيث توفي هناك بعد معركة استمرت 9 أسابيع ضد المرض.

ووصف الطبيب الراحل بأنه رائع وموهوب ولا يتأخر عن مساعدة الآخرين.

وذكرت صحيفة "الغارديان" البريطانية أنه كان استشاريا في الجراحة العامة وأمضى نحو 25 عاما في العمل الطبي.

وكان عرفان حليم صاحب مصدر الدخل الوحيد للعائلة، فسارع أحبته وأصدقاؤه إلى إنشاء صفحة لجمع التبرعات للعائلة، ونجحت الحملة بالفعل في جمع 98 ألف جنيه إسترليني (111 ألف دولار).