نيويورك تايمز + تلفزيون الشرق


قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، إن مجموعة من الدراسات الجديدة أكدت ومن خلال المؤشرات الأولية لمتحور كورونا الجديد "أوميكرون"، أن أعراضة أقل حدة من متحورات كورونا الأخرى.

وأضافت الصحيفة في تقرير لها، أنه ومن خلال الدراسات التي أجريت على الفئران والهامستر أدى أوميكرون إلى الإصابة بعدوى أقل حدة، والتي غالباً ما كانت تقتصر على إصابة مجرى الهواء العلوي فقط، أي الأنف والحنجرة والقصبة الهوائية، فيما تسبب المتحور في حدوث أضرار أقل بكثير للرئة التي غالباً ما كانت المتحورات السابقة تؤدي لتلفها أو للتسبب في معاناة من صعوبة شديدة في التنفس.

وقام أكثر من 12 فريقاً بحثياً، وعلى مدى الشهر الماضي، بمراقبة المتغير الجديد في المختبر، ومدى قدرته على إصابة الخلايا في الأطباق المعملية، أو من خلاله رشه في أنوف الحيوانات.


واعتبرت الصحيفة أن التجارب التي تم إجراؤها على الحيوانات يمكن أن تسهم في توضيح الغموض الذي يحيط بهذا المتغير الجديد، وذلك لأن العلماء يمكنهم اختباره على حيوانات متطابقة مع البشر وتعيش في نفس ظروفهم.

ولفتت الصحيفة الأميركية، إلى أن هناك أكثر من 6 دراسات نُشرت في الأيام الأخيرة أشارت جميعها إلى نفس النتيجة، وهي أن "أوميكرون" يتسبب في عدوى أخف من المتغير "دلتا" والمتحورات السابقة الأخرى للفيروس.

وأوضحت الصحيفة، أن اتحاد كبير من العلماء اليابانيين والأميركيين، أصدر، الأربعاء الماضي، تقريراً عن دراسة أجريت على الهامستر والفئران التي أصيبت إما بـ"أوميكرون" أو أحد المتحورات العديدة السابقة، والتي وجدت أن الحيوانات التي أصيبت بـ"أوميكرون" تعرضت لأضرار أقل في الرئتين وفقدوا وزناً أقل وكانوا أقل عرضة للوفاة.

وعلى الرغم من أن الحيوانات المصابة بـ"أوميكرون" عانت في المتوسط من أعراض أكثر اعتدالاً، إلا أن العلماء أصيبوا بالدهشة من النتائج التي ظهرت على الهامستر السوري، وهو نوع معروف بأنه يعاني من أعراضاً شديدة بعد الإصابة بالعدوى من جميع المتحورات السابقة من الفيروس، بحسب "نيويورك تايمز".

ونقلت الصحيفة عن عالم الفيروسات بجامعة واشنطن، وأحد مؤلفي الدراسة مايكل دياموند قوله: "كان هذا مفاجئاً، لأن كل المتغيرات الأخرى أصابت هذا النوع من الهامستر بأعراض شديدة أيضاً".

ووجد دايموند وزملاؤه أن مستوى "أوميكرون" الموجود في أنوف الهامستر كان هو نفسه الموجود في الحيوانات المصابة بالمتغيرات السابقة من فيروس كورونا، ولكن مستوياته في الرئتين كانت عُشر أو أقل من مستوى المتحورات الأخرى.

كما توصل باحثون في جامعة هونج كونج وذلك بعد أن درسوا أجزاءً من الأنسجة مأخوذة من الشعب الهوائية البشرية لاكتشاف مماثل، حيث نما "أوميكرون" في الرئتين بشكل أبطأ من دلتا والمتغيرات الأخرى.

كما أنه عندما أصاب الباحثون أنسجة من القصبات الهوائية، وهي الأنابيب الموجودة في الجزء العلوي من الصدر، وجدوا أن "أوميكرون" قد نما في أول يومين بعد الإصابة بشكل أسرع من "دلتا" أو النسخة الأصلية من الفيروس التاجي.

ومن جانبه، أكد عالم الفيروسات بجامعة "كامبريدج" البريطانية رافيندرا جوبتا، الذي أجرى فريقه دراسة جديدة أيضاً على المتحور الجديد، أن البيانات التي توصل لها فريقه مؤخراً "تقدم تفسيراً لسبب عدم تطور وانتشار أوميكرون في الرئتين".

وأوضح جوبتا أن "هناك العديد من الخلايا الموجودة في الرئة والتي تحمل بروتيناً يسمى (TMPRSS2) على سطحها وهو ما يمكن أن يساعد دون قصد في تمرير الفيروسات إلى الخلية"، ولكن فريقه وجد أن هذا البروتين لا يستطيع الالتصاق بـ"أوميكرون" بشكل جيد، ونتيجة لذلك فإن المتحور الجديد لا يستطيع إصابة خلايا الرئتين بنفس الطريقة التي يقوم بها المتحور "دلتا"، وهي النتيجة التي توصل لها فريق آخر أيضاً من جامعة "جلاسكو" بشكل مستقل.

وبيّنت الصحيفة الأميركية أن المتحور الجديد يتخذ مساراً بديلاً، لذا فإنه يمكن أن تلتصق جزيئات الفيروس بالخلايا التي لا تصنع بروتين (TMPRSS2) والتي عادة ما تكون موجودة في أعلى مجرى الهواء، وهو الأمر الذي قد يفسر وجود "أوميكرون" هناك بشكل أكبر من وجوده في الرئتين.

ورأى جوبتا أنه إذا كان هذا صحيحاً، فإنه قد يكون للفيروس فرصة أفضل للخروج من الجسم من خلال قطرات الرذاذ الصغيرة في الهواء المحيط وإصابة الآخرين وهو ما يفسر سبب قدرته على الانتشار بشكل أكبر من المتحورات الأخرى.