الشرق

شهدت سوق ألعاب الفيديو حالة من الإثارة بعد إعلان "مايكروسوفت" خوضها الاستحواذ على شركة ألعاب "Activision Blizzard"، في صفقة قيمتها 68.7 مليار دولار.

وتعد الصفقة ثاني صفقات "مايكروسوفت" الكبرى داخل سوق الألعاب، بعد استحواذها على شركة "Bethesda" في 2021 بقيمة 7.5 مليار دولار.

"سوني" الخاسر الأكبر

واستفادت جميع الشركات العاملة في قطاع الألعاب بعد إعلان "مايكروسوفت"، وشهدت أسعار أسهم الشركات المختلفة ارتفاعاً جماعياً في بورصات العالم، باستثناء شركة "سوني"، أحد أهم منافسي الشركة الأميركية في سوق الألعاب، والتي انخفض سعر سهمها بنسبة 13%، وهو أكبر معدل انخفاض في تاريخ سهم الشركة منذ الأزمة الاقتصادية العالمية في 2008.

وارتفعت قيمة أسهم شركتي "Square Enix" و"Capcom"، بنسبة 3.7% و4.6% على الترتيب، وأرجع تقرير لصحيفة "فايننشيال تايمز" الارتفاع إلى ثقة المستثمرين باحتمالية أن تكون إحداهما هدفاً قد تسعى "سوني" خلفه للاستحواذ عليه لدعم موقفها في سوق الألعاب، أو أن تحصد الشركتان حصصاً إضافية من السوق العالمية، خلال الفترة المقبلة.

وارتفع سهما "نينتندو" و"كونامي" بنسبة 2.5% و3.25%، على الترتيب، إذ أقبل عليهما المستثمرون باعتبارهما خياراً منطقياً لـ"سوني" في حال فكرت في تقوية موقفها بصفقة دمج.

واعتبر كازيونوري إيتو، المحلل المالي بشركة الاستشارات "MorningStar"، أن التراجع الشديد في سهم "سوني" يعود إلى التشكك في قدرة العملاق الياباني على استمرار المنافسة في سوق الألعاب، خاصة أن صفقة "مايكروسوفت" تدعم موقفها بشكل كبير في قطاع صناعة الألعاب، لأن الأرباح الكبرى في سوق ألعاب الفيديو أصبحت تتحقق من بيع الألعاب وليس من بيع منصات الألعاب مثل "بلايستيشن" و"إكس بوكس"، بحسب تصريحاته لـ"بلومبرغ".

واعتبر تقرير نشره موقع "Fortune"، أن تفضيلات المستثمرين بدأت في التحول من "سوني" إلى "نينتندو"، لأن الأولى تعاني مشاكل إنتاجية مع منصتها "بلايستيشن 5" نتيجة أزمة نقص الشرائح التي تسببت في تخفيض الإنتاج السنوي لعام 2022 بمعدل مليون جهاز، ورفع إنتاجها من "PS4" لتعويض عجز إنتاج الجيل الجديد، فضلاً عن أن جهاز "نينتندو سويتيش" للألعاب مميز نتيجة انخفاض سعره وتجربته المختلفة مقارنة ببقية المنافسين.

دائرة احتكار أوسع

استمرار "مايكروسوفت" في الاستحواذ على كافة الشركات المطورة لألعاب الفيديو يوسع دائرة سيطرتها على سوق الألعاب، ويضيق الخناق على منافسيها، وعلى رأسهم "سوني"، لأن أي لعبة تخرج للنور من شركة مملوكة لـ"مايكروسوفت" ستطرح حصرياً على منصتها "إكس بوكس"، ما قد يحرم مستخدمي "بلايستيشن" من الألعاب الجديدة.

وتؤدي سيطرة "مايكروسوفت" على شركة بحجم "أكتيفيجن بليزارد"، بصفقة تقترب قيمتها من نصف سيولتها المالية البالغة 130 مليار دولار، إلى جانب إلى زيادة قوة خدمتها للعب السحابي "Xbox Game Pass"، وبذلك تكتمل القوة الاحتكارية غير القابلة للمواجهة لدى "مايكروسوفت" داخل سوق الألعاب.

وقد تشكل القوة الاحتكارية المحتملة دافعاً قوياً للمشرعين نحو التصدي لمحاولات إتمام الصفقة، نظراً لعواقبها الوخيمة على التنافسية داخل سوق الألعاب، لذلك من المتوقع ظهور تحركات قضائية أو مطالبات بوقف الصفقة.

الميتافيرس والألعاب

من جانبها أعلنت "مايكروسوفت" على لسان ساتيا ناديلا، مدير الشركة التنفيذي، أن صفقة الاستحواذ على "أكتيفيجن" تعد خطوة أساسية لإنشاء وتطوير العالم الرقمي الجديد "ميتافيرس"، لكنه لم يتطرق إلى الأدوات أو التطبيقات التي ستوفرها الصفقة لمساعدة "مايكروسوفت" على المنافسة في "ميتافيرس".

وتعتبر "مايكروسوفت" من أهم الشركات المستعدة بقوة لـ"ميتافيرس" من خلال منصتها المتطورة "Microsoft Mesh"، التي تستهدف في المقام الأول قطاع الأعمال والشركات والمصممين المحترفين، بحيث يمكنهم مشاركة العمل بشكل تفاعلي معاً من خلال نظارات الشركة "HoloLens" للواقع المختلط "Mixed Reality".

وتتداخل سواق الألعاب مع "ميتافيرس" بشكل واضح، خاصة أن الألعاب هي من أهم عوالم "ميتافيرس" بالفعل، مثل "فورتنايت" و"روبلكس" وعالم مايكروسوفت الخاص "ماينكرافت"، لذلك فإن الاستحواذ على "أكتيفيجن" سيضع بين يدي "مايكروسوفت" مجموعة واسعة من الألعاب الرائدة والتي تسمى في عالم ألعاب الفيديو، ألعاب فئة "AAA".

وتضم شركة "Activision Blizzard King" ثلاثة أستوديوهات لتطوير الألعاب، هي "أكتيفيجن" و"بليزارد" و"كينج"، ولديها 14 لعبة شهيرة، أبرزها "كاندي كراش"، و"Call Of Duty"، و"Crash Bandicoot" التي يتربط بها قطاع كبير من اللاعبين منذ إطلاق إصدارها الأول مع "بلايستيشن 2".