علقت هيئة الإعلام والاتصالات العراقية، اليوم الثلاثاء، برنامج ”مع ملا طلال“ بشكل فوري بناء على طلب وزارة الدفاع؛ إثر حلقة اعتُبرت ”مسيئة“ للجيش العراقي.

وقالت الهيئة (مستقلة تراقب وسائل الإعلام) في طلب وجّهته إلى قناة ”UTV“، إن الهيئة قررت تعليق برنامج ”مع ملا طلال“ بشكل فوري عقب بث القناة حلقة بعنوان ”جيشنا الباسل.. بطولة وفساد“، بناء على طلب من وزارة الدفاع وحذف الفقرة مدار البحث عن البرنامج من جميع مواقع التواصل الاجتماعي، وتقديم اعتذار رسمي إلى الجيش العراقي.

وتعليقا على هذا القرار، رد مقدم البرنامج أحمد ملا طلال، بأنه ”لن يعتذر“.



وقال ملا طلال في منشور عبر صفحته الشخصية في ”فيسبوك“: ”تحرشتُ بعشّ الدبابير، وكشفتُ من خلال مشهد تمثيلي مع الفنان إياد الطائي بعضا من فساد مؤسسات الدولة، وما تحدثتُ عنه لا يمثل إلّا رأس جبل الجليد الظاهر على السطح، وهو معروف لدى الجميع وتحدث عنه رؤساء وزراء سابقون“.

وأضاف: ”انتقلنا من مرحلة الفساد والفشل إلى مرحلة الفساد والفشل وتكميم الأفواه والدكتاتورية، والقادم أسوأ“.

وتابع: ”هذه دعوة إلى كل الشرفاء في هذا الوطن الجريح لمجابهة هذه الطغمة الحاكمة والمتسلطة، كلٌّ من موقعه وإمكانياته“.

وختم ملا طلال منشوره بالقول: ”لن أعتذر عن كشف جزء من الحقيقة التي يعلمها الجميع، لن أعتذر للفاسدين“.

وأعلنت وزارة الدفاع العراقية، يوم الإثنين، عن رفع دعوى قضائية بحق الفنان إياد الطائي، عقب ظهوره في مشهد تمثيلي تحدث فيه عن ظاهرة الجنود ”الفضائيين“.

وظهر الممثل إياد الطائي، خلال حلقة من برنامج ”مع ملا طلال“ على قناة ”UTV“، تحدث فيها عن ظاهرة ما يُسمى ”الفضائيين“ في الجيش العراقي، فضلا عن الفساد المتفشي في صفوف الضباط.

وقالت وزارة الدفاع العراقية: ”ظهور الممثل إياد الطائي، بهذا المظهر غير اللائق، وبرتبة عليا، هو انتحال واضح وصريح لصفة عسكرية، وإن هذا يمنح الوزارة الحق بإقامة دعوى قضائية ضده، كما أن مظهره الذي ظهر به يعكس صورة سيئة عن ضباط الجيش العراقي وعن السياقات المتبعة في الوزارة“.

وأضافت: ”ما تناوله من حديث يسيء إلى سمعة كل الجيش العراقي يمحو كل تضحياتهم وبطولاتهم وما قدموه من أجل أن ينعم كل المواطنين بالأمان ويستطيع كل شخص ممارسة حريته ولولا هذه التضحيات لما استطاع هذا الفنان مزاولة عمله“.

ويرى معنيون في شؤون الأمن أن القوات المسلحة العراقية شهدت طيلة سنوات تراجعًا كبيرًا بسبب الفساد الذي تسرب إليها حتى أصبحت تضم في صفوفها الآلاف من المنتسبين الوهميين المعبر عنهم محليًا بـ“الفضائيين“، كما لعبت الاعتبارات السياسية وحتى الطائفية دورًا كبيرًا في ذلك التراجع.

ويعد أحمد ملا طلال من الإعلاميين المخضرمين، وبدأ مسيرته المهنية عقب الاحتلال الأمريكي للعراق 2003، وعمل في أغلب القنوات العراقية، مقدما للبرامج، كما شغل منصب المتحدث الرسمي باسم الحكومة العراقية، لعدة أشهر، خلال ولاية الحكومة الحالية.