قرأت تصريحاً لمدير عام منظمة الصحة العالمية يقول فيه إن جائحة كورونا (كوفيد19) ستكون موجودة معنا خلال المستقبل، حتى وإن كنا قد تجاوزنا المرحلة الحادة هذا العام، فما زلنا نتلقى بلاغاً عن 100 حالة كل 3 ثوان في المتوسط، وفقد شخص لحياته كل 12 ثانية، ولذلك من الخطر افتراض أن متحور «الأوميكرون» سيكون المتغير الأخير، أو أننا وصلنا لنهاية الجائحة.

بقيادة رشيدة ورؤية إستراتيجية وعمل احترافي مع توافر الإمكانيات المادية والبشرية استطاعت دول الخليج السيطرة على الجائحة من خلال عمل كبير قامت به مؤسسات الدول وتفانٍ عالٍ من جميع الجهات المشتركة في هذا العمل الجبار، إضافة لتوفير اللقاحات بمختلف أنواعها لكل فرد بجرعاته الكاملة والذي أوصلنا لنسبة تطعيم عالية أسهمت بشكل كبير في عملية السيطرة على انتشار المرض والتقليل والتخفيف من أعراضه.

ولكن بينما نحن نقبع هنا في زحام من النعم في ظل دولنا الكريمة إلا أن هناك شعوباً لم تتجاوز نسبة التطعيم لديها 10%، ومازالت حالات الوفاة فيها مرتفعة جداً فحتى مع الإبلاغ عن 350 مليون حالة إصابة و 5.5 مليون حالة وفاة خلال الجائحة إلا أننا جميعاً مدركين أن الأرقام أقل من الواقع بكثير!

ومع ضعف الإمكانيات لدى الدول الفقيرة إلا أن هناك 86 دولة لم تستطع حتى اليوم تطعيم 40% من سكانها وهذا ما سبب عدم انخفاض حالات الإصابة والوفاة في هذه الدول، وأكثر من 30 دولة من هذه الدول تقع في القارة الإفريقية والتي لا تصل نسبة التطعيم فيها حتى 10%، بينما في إحصائية للقارة الإفريقية تفيد أن هناك نسبة تصل إلى 85% لم تتلق حتى جرعة واحدة من اللقاح!

وبعد تداول دولي كبير لهذه المعضلة ووجود اتفاقية الكوفاكس للتحالف العالمي للقاحات والتحصين «جافي» تم الاتفاق على توفير ما لا يقل عن ملياري جرعة لقاح في موعد بحلول منتصف عام 2022، للدول الفقيرة والنامية.

ولذلك يجب على منظمة التجارة العالمية ومنظمة الصحة العالمية أن يعقدوا لقاء خاصاً مع الدول العملاقة المصنعة للقاحات وإلزامهم بالموافقة على الترخيص الطوعي ونقل التكنولوجيا للقاحات (كوفيد19) لتكون في متناول جميع الدول للمساهمة في القضاء على الجائحة وإنقاذ الأرواح في تلك الدول الفقيرة والنامية.