1- آية الإسراء: الإسراء المشي ليلاً، سواء على الأقدام أوامتطاء إحدى الدواب المشهورة في زمانه من جَمل وخَيل وحِمار، والمسافة ما بين المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، كما ثبت من أهل مكة بوسيلة الجِمال شهراً ذهاباً وشهراً رجوعاً، ذلك بقياسهم في زمانهم ووسيلة سفرهم، «و إن يوماً عند ربك كألف سنة مما تعدون»، فالفرق شاسع بين الفترتين الزمنيتين في الزمن الماضي وزماننا وستأتي وسائل السفر أسرع من ما هو موجود في حاضرنا.

قال أهل مكة في اندهاش وتعجب، كيف يكون ذلك؟، بل وعرج بهِ إلى السماء أيضاً، وتجاوزها إلى عرش الرحمن تبارك وتعالى، وعاد إلى مكة في ليلةٍ واحدة؟!!

وسيلة السفر التي أعدها الله تعالى وأمّنها سيدنا جبريل عليه السلام، لتكون مطيتهُ على الأرض من مكة إلى بيت المقدس، وهي فرس في شكلها وخلقتها، لكن سرعتها كسرعة البرق إذا انطلقت، وتضع حافرها في الأفق.

في عصرنا وزماننا، إذا تيقنا وآمنا بأن الله على كل شيء قدير يتلاشى العجب، ويثبت اليقين والتصديق المطلق، كقول سيدنا أبي بكر الصديق، أصدقهُ بخبر السماء يأتيهِ في التو ولا أصدقهُ بإسرائهِ ومعراجهِ في ليلةٍ واحدة؟

2- آية المعراج: المعراج بما يعني عندنا السلم الذي يعرج عليهِ للارتقاء إلى الطابق العلوي من البيت أو المصعد، ويمكننا الآن أن نقول عندما نركب الطائرة للسفر إلى البلدان البعيدة في وقت قصير إنها معراج أي وسيلة تعرج في الفضاء بعد تدرجها على الأرض لفترة وجيزة.

نحن الآن لا نعجب من الصناعات الحديثة لسبر الفضاء العميق والتعرف على عظمة الله تعالى وأنهُ علّم الإنسان ما لم يعلم، هذه الصواريخ الناقلة للأقمار الصناعية والمركبات الفضائية المقلة لرواد الفضاء، وسرعتها الرهيبة، ووصول البشر إلى القمر، وتطلعهم إلى المريخ الذي يبعد عنا بـ 500 مليون كيلومتر قطعها المسبار الإماراتي في سبعة أشهر، كل هذه قدرات زودنا الله تعالى بها، فكيف بقدرة الله تعالى الذي قال في محكم كتابه الكريم «إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون»؟!، أليس هبوط آدم وزوجتهِ من الجنة إلى الأرض بمعجزة؟، أليس رفع سيدنا عيسى بن مريم من الأرض إلى الملأ الأعلى بمعجزة؟!، إذاً وسيلة المعراج غير وسيلة الإسراء، كما كان يعتقد الناس قديماً، المعراج هو من معجزات الخالق الذي أتقن كل شيء خلقه، والإسراء والمعراج إلى السماء بالروح والجسم بإجماع الأمة الثقاة.