دعانا مركز البحرين للدراسات والبحوث «دراسات»، على شرفه «للغبقة» الرمضانية السنوية بعد انقطاع نحو عامين بسبب جائحة كورونا (كوفيد19). والجميل في الدعوة أنها لم تكن عادية كبقية «الغبقات»، وإنما حملت شعاراً جميلاً جداً، تحت عنوان «التحديات تصنع الفرص»، والتي تبيِّن مدى التحديات التي واجهت المركز خلال الجائحة، ومع ذلك فإن هذه التحديات كانت بمثابة الحافز الذي أعطى «دراسات» الفسحة الرائعة لإطلاق حزمة من المشاريع والإصدارات المهمة خلال العامين المنصرمين. كما كرم «دراسات» عدداً من الشخصيات التي ساهمت في دعم وإبراز أنشطة وفعاليات المركز.

فكلنا يعلم بأن مركز «دراسات»، هو مركز فكري وبحثي مستقل تم تأسيسه في 2009 في مملكة البحرين يعنى بتحليل التطورات الاستراتيجية على الصعد الوطنية والإقليمية والدولية وإجراء البحوث ذات الصلة انطلاقاً من رؤية قائمة على الابتكار سعياً إلى تعزيز مكانة مملكة البحرين على الصعيدين الإقليمي والدولي، كما يستهدف المركز تعزيز أهمية البحوث والدِراسات لتلبية متطلبات أصحاب القرار ولتعزيز القدرة على فهم مستجدات القضايا الدولية، ويدرك «دِراسات» واقع العالم الراهن سريع التغير وما يفرضه من فرص وتحديات، ومن ثم فإن تحقيق التقارب في وجهات النظر وإيجاد منبر للنقاش غايتان أساسيتان لـدِراسات من أجل توظيف تلك النقاشات وما يترتب عليها من إصدارات في تعزيز الفهم وتشجيع الابتكار والتفكير المستقل الذي يقدم حلولاً بناءة تدعم متطلباتنا المستقبلية في مجال السلم والأمن والاستقرار. وتشمل الأبحاث التي يصدرها المركز أربعة مجالات أساسية وهي، الدراسات الإستراتيجيات والدولية، الطاقة، الاقتصاد، واستطلاع الرأي.

لعل من أبرز ما قدمه «دراسات» خلال فترة التحديات الصعبة هي مجموعة من الأعمال والإصدارات والمشاريع البحثية، لعل من أبرزها، الملتقى العالمي للمراكز الفكرية 2021. وتدشين كتاب «أول الرؤى سلمان»، وتدشين كتاب حول الشراكة الاستراتيجية البحرينية الإماراتية، والملتقى الثاني للرابطة الدولية لاقتصاديات الطاقة IAEE لمنطقة MENA –منتدى «دراسات» السنوي الخامس. ناهيك عن الزيارات والفعاليات والندوات والمحاضرات واللقاءات المهمة التي أقامها المركز خلال المرحلة الأخيرة.

إن العمل الكبير والاستراتيجي الذي يقوم به مركز «دراسات» بقيادة سعادة الدكتور الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة رئيس مجلس الأمناء والفريق الذي معه خلال العامين الماضيين والأعوام التي مضت، وضع مملكة البحرين على الخارطة العالمية في مجال الدراسات الاستراتيجية والسياسية، وذلك من خلال إبراز المنجَز البحريني بصيغته العلمية والعالمية والأكاديمية الرصينة. فشكراً «دراسات» على كل الفرص التي صنعتَها منذ التأسيس حتى وقتنا الراهن، وذلك في زمن التحديات الكبرى.