الصين أعلنت منعها فيلم «دكتور سترينجر 2» من العرض، والذي من المفترض أن يعرض في الأول من مايو، لأن الصين تعارض دعوات الشذوذ الجنسي وتعتبر القيم الصينية والأعراف والتقاليد وحتى الجوانب السياسية أكثر أهمية من أي أرباح اقتصادية تعود عليها من شباك التذاكر، وتكون بذلك شركة «مارفل» للإنتاج السينمائي قد خسرت أهم أسواقها الكبيرة.

حيث تناولت «سارة فيشر» و«بيثاني ألين إبراهيميان»؛ في تقرير نشره موقع «أكسيوس» الأمريكي؛ مساعي «الصين» لبناء إمبراطوريتها السينمائية الخاصة، وما تستهدفه من خلال تعزيز صناعة السينما الصينية؛ تُشير الكاتبتان في مطلع التقرير إلى أن «الصين» حظرت طرح جميع أفلام «مارفل» الأربعة التي أنتجتها شركة «ديزني» الأمريكية في دور العرض الصينية؛ العام الماضي 2021، في إشارة قاسية لعمالقة السينما الأمريكية الذين وجدوا أنفسهم خارج شباك التذاكر الأسرع نموّاً في العالم.

وقال «شون روبينز»، كبير المحللين في شركة «بوكس أوفيس برو»: «عادةً ما تكون أفلام «مارفل» مُربحة للغاية في الصين، ولكن الجوانب السياسية في حجب تلك الأفلام كانت لها الأولوية في نظر الحكومة الصينية على التأثير الاقتصادي الإيجابي على شباك التذاكر؛ الذي كان يُحتمل أن تحققه تلك الأفلام».ونوَّه التقرير إلى أن أفلام «مارفل» لم تكن وحدها التي تأثرت بالحظر؛ فقد انخفضت الحصة الإجمالية للأفلام الأمريكية بين عروض الأفلام الأجنبية في «الصين»؛ من: 46% في عام 2020، إلى: 39% في عام 2021، وفقاً لتقارير مجلة «فاريتي» الأمريكية.

بالنسبة للفيلم دكتور سترينجر أعلنت المملكة العربية السعودية والكويت وقطر أنهم لن يعرضوه، كما أعلنت الصين وهو الفيلم الثاني الذي يمنع من العرض في الدول الخليجية بعد أن منع في نوفمبر من العام الماضي فيلم «ذي ايتيرلنز» الذي كانت بطولته أنجيلا جولي، والسبب أن الفيلم الجديد هو الآخر يحتوي على شخصية شاذة جنسياً ويحاول أن يجعل المجتمع يتقبل هذا الشذوذ والتعود عليه.

قوة الحرب بين قيمنا ومبادئنا وتلك القيم الشاذة أنها مسنودة من حكومات، فبوجود حكومات ليبرالية يسارية متطرفة في الغرب فإن الشذوذ يعيش عصره الذهبي.

جماعة الشواذ أصبح لها نفوذ سياسي قوي جداً في الغرب والكل يحاول أن يستميلها ويتملق لها رغبة في أصواتها الانتخابية، لذلك تخضع الأحزاب السياسية لإملاءاتها وشروطها، والمرشحون يضعون تلبية رغباتها على أولويات برامجهم الانتخابية.

حيث تغلغل نفوذ هذه الجماعة في معظم أدوات القوى الناعمة في المجتمعات الغربية في وسائل الإعلام والسينما والرياضة والمُؤسسات المدنية والجماعات الحقوقية كلها الآن تخدم الشواذ وتتملقهم لأنهم أثبتوا قوة نفوذهم، وأصبحوا يهددون من يخالفهم بقتل طموحه ومستقبله الوظيفي.

فأي سياسي أو ممثل أو رياضي أو مقدم برامج أو كاتب يعترض على الشذوذ تتضافر جهودهم لمنعه من إكمال مسيرته، لذلك تجد كبريات الشركات تتنافس الآن للترويج للشذوذ حتى العلامات التجارية في الملابس والإكسسوارات، أينما تدير وجهك سترى محاولة تغلغل من مكان ما.

الدول الشرقية تحارب من أجل قيمها ومبادئها حرباً شرسة فالهجمة قوية ومن كل اتجاه، إنما علينا أن نعرف أننا لسنا وحدنا من نتصدى لهذه الحملة الشرسة فالصين كذلك وروسيا أيضاً والعديد من المجتمعات بما فيهم المجتمعات الغربية، فهناك العديد من المناهضين لهذا الفجور من الغربيين أنفسهم، وهناك دول كثيرة بدأت تجاهر بالرفض من محاولات فرض الشذوذ الجنسي عليها وكأنه مسألة عادية علينا أن نتقبلها، وكلما تغلق عليه الباب يحاول أن يدخل لك من الشباك.

خلاصة القول لابد أن نؤمن أن التصدي لهذه الحرب ليس تخلفاً كما يودون أن يوهمونا، الاعتزاز بقيمك ليس رجعية والحرب من أجل حماية هويتك هدف شريف، الصينيون ليسوا وحدهم من يعتز بقيمه وهويته وانتمائه، نحن العرب ونحن المسلمون كذلك لنا هويتنا التي نتشرف بها، علموا أولادكم الاعتزاز بها والفخر بانتماءاتهم وقول «لا» عالية لمحاولة الاختراقات.