ها قد انقضى شهر رمضان الفضيل بأيامه ولياليه التي مرت سريعاً وسط أجواء إيمانية وروحانية عاشها الجميع وفي هذه الليالي المباركة من العشر الأواخر من الشهر والتي فيها ليلة القدر التي يعادل فضلها ألف شهر، هي أيام لن تعود إلا بعد عام لذلك لابد علينا أن نستغلها في الطاعات من صيام وقيام وأعمال صالحة خصوصاً منها إخراج الزكاة وتقديم الصدقات صادقة لله تعالى وتلمس احتياجات الفقراء والمساكين في هذه الأيام الفضيلة التي يتضاعف فيها الأجر والثواب، ومن هنا يأتي التكافل الاجتماعي الذي حثنا عليه ديننا الإسلامي الحنيف ورغبنا فيه رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم، وحقيقة لاحظنا تسابق أهل البحرين في أبهى صوره، فهناك من ينتظر قدوم هذا الشهر الكريم لإخراج زكاته وإفطار الصائمين أو شراء حاجيات الشهر للأسر المتعففة في ظل ارتفاع الأسعار خاصة في رمضان.

ولله الحمد نحن في البحرين نعيش في أمن وأمان ونعم كثيرة لا تعد ولا تحصى في حين يفتقدها الكثير من دول أخرى في العالم حيث ينعدم فيها الأمن والاستقرار ولا يجدون الحاجيات الأساسية من الغذاء في هذا الشهر، وهذا العام امتلأت المساجد والجوامع بالمصلين مع تعليق العمل بآلية الإشارة الضوئية لمستوى انتشار فيروس كورونا وعدم إلزامية لبس الكمامات على عكس العامين الماضيين من انتشار هذه الجائحة، وهذا بحد ذاته نعمة نحمد الله عليها، فقد رأينا توافد الجموع لأداء صلاة التراويح على مدى أيام الشهر، وتأدية صلاة القيام في هذه الأيام المباركة من العشر الأواخر والناس تلهج ألسنتهم وقلوبهم بالدعاء والتضرع لله العلي القدير بأن يتقبل منهم الصيام والقيام وسائر الأعمال الصالحة.

ولا يقتصر البذل والعطاء لأهل البحرين على الداخل فقط بل مساعدة المحتاجين لإخوانهم في الدين في الخارج، فنرى الجميع يتسابق لإدخال الفرحة على قلوب الضعفاء في بلدان بعيدة ونائية ولكن الرحمة والخير اللذين في قلوب أبناء البحرين يؤكدان مدى طيبتهم في مد يد العون للملهوف والمحتاج من باب المؤاخاة في الإسلام، وهذا ما تجسد في رحلات الإغاثة للمنكوبين في هذه البلدان سواءً في رمضان أو غيره، من مساعدات غذائية أو طبية أو تعليمية تدل على قيم أهل البحرين في رسالتهم الإنسانية السامية التي تعزز ثقافة البذل والعطاء الراسخ والمتجذرة في قلوب البحرينيين وحبهم لعمل الخير.

همسة

كل هذه الأعمال الخيرة من أبناء البحرين ومن أهل الخير ممن يساهمون في مثل هذه المشاريع المباركة التي كانت سبباً بعد الله تعالى في حفظ الله البحرين وأهلها من الشرور التي تحيط بها.