- هي المشاعر الحزينة المختلطة بمشاعر الفرح بسرعة انقضاء شهر الخير وبإتمام الطاعة وبلاغ الشهر الكريم. هي المشاعر المشتركة لدى كل مسلم عاش هذا الشهر الفضيل بروحانيته، وتقرب فيه إلى مولاه بصالح العمل، وتفرغ للعبادة فلم يشغله شاغل غير الصلاة والذكر وقراءة القرآن. مشاعر تجعلك عاجزاً أن تعبر عن أحاسيسك وعن كل ما يجول في خاطرك.. هذه هي الوقفة الأخيرة من رمضان.

- إن لم تخرج من رمضان بسياج إيماني يعينك على أيام الحياة، وبطمأنينة وسكينة وتتشبع بالعبادات والقربات، فإنك حينها قد خسرت ما هو أهم في مدرسة رمضان. فهي محطة تربوية وإيمانية تمر عليك مرة في العام، ولربما لا تعاود الرجوع إليها مرة أخرى. حاسب نفسك وتأمل هذه السطور.. فإن العظة التي يجب أن تتعلمها دائماً أن تكون حياتك كلها رمضان حتى لا تداهمك لحظات الرحيل وأنت في غفلة مميتة وقد اعتدت الحياة بهوامشها التافهة.

- ما أجمل العيد وأفراحه والبهجة الغامرة في النفوس بعد إتمام صيام شهر رمضان وقيامه. عيد الخير والسعادة والتواصل والمحبة. عيشوا فرحة العيد وتواصلوا مع أحبابكم، وتبادلوا التهاني والدعاء «تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال». وانشروا الفرح وعيشوا أجواء السعادة واسألوا الله القبول.

- سطور جميلة للدكتورة كفاح أبوهنود: «لا تسأله بصوت يائس، قل له: يا من قال «ويقدر»، أخرجني من لاء العدم إلى ديمومة النعم، وما كان بعيداً هناك، اجعله هنا. إذا بسط كفه، رأيت الفضل مُلقى على الفضل، وصارت النِقم أنعماً، حينها ما ضر الحوائج لو نأت عنها الأسباب. سبحانه، يبسط الرزق لمن يشاء، إذا بسط أعطاك مُبتدراً قبل السؤال نوال ما لم يخطر في البال.

ابسُط لله كفك، فيداه مبسوطتان، وقل: يا باسط اليدين بالعطايا، ابسط لنا طريق الفرج.

- يجب أن تتعظ بكل تجربة تمر بها، وتستعرض تلك التأملات التي ظلت تراودك طيلة مكوثك في تلك التجربة، فهي تأملات مردودها كبير على نفسك، تمهد لك الطريق مجدداً لتبدأ نقطة العودة المحمودة في حياتك، ولربما نقطة البداية الجديدة التي ستعزز من عطاياك في مسير الحياة، ومن أثرك الذي تنشده في سطور فصول حياتك. هو الجمال الحقيقي «بخط البداية الجديد» متجاوزاً كل أخطاء الماضي، ومتجنباً لكل عوارض التسويف، وشخوص السلبية المقيتة.

- أجمل صور التعافي من أوضاع كورونا، أنك استطعت أن تعود مجدداً إلى أحضان العائلة الكبيرة التي اشتقت لأحضانها الدافئة ولأجور «صلة الأرحام».

فطوبى لمن كانت خطواته ثابتة محافظة على مثل هذه التجمعات العائلية الجميلة التي هي امتداد لصور التراحم والتواصل لأجيال الأجداد والآباء. هي الصور التي لا تمل الخواطر من الكتابة عنها، باجتماع كل الأعمار والأجيال محبة لله عز وجل أولاً، ثم ابتغاءً للأجر والمثوبة «من أحب أن يبسط له في رزقه، وأن ينسأ له في أثره فليصل رحمه»، كما تستشعر حينها أن «الرحم» معلقة بعرش الرحمن، تقول: «من وصلني وصله الله، ومن قطعني قطعه الله».

ومضة أمل

عيدكم مبارك وعساكم من عواده وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال، ونسأل الله أن يعيد علينا رمضان أعواماً عديدة وأزمنة مديدة ونحن في صحة وعافية وسعة رزق وطول عمر. وكل عام وأنتم بخير.