الأسبوع الأخير من شهر رمضان يكون في العادة أسبوع طوارئ للجميع، سواء الأفراد أو العائلات، ففي هذا الأسبوع يكتشف أغلب الناس أن العيد على الأبواب وأنهم لم يتجهزوا لهذه المناسبة التي أتت فجأة!

وكبقية الناس، تركز نشاطي في الأسبوع الأخير لتجهيز نفسي وأسرتي بمستلزمات العيد، فغير الزيارات للأسواق المحلية لدينا، كانت للأسواق الخليجية نصيب لهذا النشاط، فالتسوق في السعودية والكويت كان سابقاً وقبل فترة الجائحة عادة لكثير من البحرينيين لاستكمال حاجاتهم من سلع عامة واحتياجات العيد بشكل خاص.

ومع عودة الحياة إلى شكلها الطبيعي، رجعت هذه العادة التي اعتاد عليها كثير من أهل البحرين أي «التسوق في السعودية والكويت»، ورجعت تصرفات الناس هنا وهناك تعود إلى سابق عهدها، حيث لا حساب من وجود فيروس أو مرض بيننا، ولا الشعور بالحاجة لوضع الكمام في أماكن مثل الأسواق التي تعج بالناس من مختلف الثقافات والأنماط، ولا اهتمام لمسألة التعقيم والتباعد، أي أن ما كنا نسميه بـ«الاحترازات» أصبح جزءاً من الماضي وفي تراجع من قائمة الأولويات لدى أغلب الناس.

ولعله الشعور بالأمان، وكما أسماه الفريق الوطني الطبي في تلك الأيام «الأمان الكاذب»، أو لعله الإحساس بالضجر من الوضع الذي عشناه في فترة الجائحة، ففي الأخير الكل وصل إلى مرحلة التعب من هذا الوضع، إلى درجة أن الكثير أصبح يقول في الفترة الأخيرة «لازم نتعايش مع كورونا كأنه زكام»، «بيصيدك بيصيدك فخلك طبيعي». الكل يتوقع نهاية للجائحة ولا أحد يستطيع أن يتوقع موعد هذه النهاية، إلا أننا كغيرنا من الدول دفعنا الثمن غالياً من أجل مكافحة هذه الجائحة، من أرواح ومجهود بشري وأموال، وكل هذه التضحيات لا يجب أن تصبح في نقلة واحدة إجراءات استثنائية سابقة، وكان الوضع عاد فعلا إلى طبيعته، وأن فيروس كورونا انتهى وما عاد يشكل أي خطر أو تهديد.

بينما الواقع والتجربة تقول بأن كورونا ستعيش بيننا لأمد طويل لا يعلمه إلا الله، وأنها تخرج في كل مرة بشكل مختلف وبقوة مختلفة عن التي قبلها، وهذا الأمر لا يجب أن نتجاهله بل نتجهز له بأن نعيد نمط حياتنا اليومية في مختلف المجالات، من عمل وتعليم وتسوق وترفيه، بما يضمن أن نكون في وضع الوقاية والاحتراز الدائم. فقد ربحنا عدة معارك ضد فيروس كورونا إلا أننا لم ننه هذه الحرب، والتي ستبقى كلمتها الأخيرة بمدى استفادتنا من تجاربنا.