عودة الفريق الأول لكرة القدم بنادي البحرين إلى دوري ناصر بن حمد الممتاز بعد عدة مواسم قضاها في دوري الدرجة الثانية أسعدتنا كثيراً، نحن معشر الرياضيين ممن عايشوا صولات وجولات «الغزال الأخضر» في ملاعبنا الكروية المحلية على أكثر من ثلاثة عقود، وما كان يتمتع به هذا الفريق من أسلوب كروي جماعي مميز جعله يعتلي منصات التتويج المحلية في عدة مواسم سواء أكان بطلا للدوري العام الذي كان قد ظفر به خمس مرات أو بطولة كأس الاتحاد لإخراج المغلوب والتي فاز بها مرتين قبل استحداث بطولة كأس الأمير التي كان له فيها أيضا محاولات جادة لكنه لم يوفق في الفوز بها رغم تأهله إلى المباراة النهائية في أكثر من موسم!

ليس هذا فحسب، بل إن هذا الفريق كان من أبرز روافد المنتخبات الوطنية وبالأخص المنتخب الوطني الأول والمنتخب العسكري، فمن منا لا يتذكر الحارس الأمين يوسف المالكي والمدافع القائد إبراهيم بوجيري ومايسترو الوسط عبدالله عبدالرحمن «عبادي» والمهاجمين جاسم حمد ومحمد جكنم، ومن منا لا يتذكر حارسي المرمى المتألقين مشعل الخجم ومحمد صالح بوبشيت والمدافع الشرس عبدالله بدر والظهير المهاجم سلطان المقهوي وزميليه يوسف أحمد وجعفر حسين ومهندسي الوسط مبارك طاهر وعلي أبو الفتح والنفاثتين إبراهيم فرحان ومحمد فهد والمدفعجي جاسم الخجم وعبدالهادي الحايكي ووليد شويطر ونجم نجوم الفريق وهدافه المرعب خليل شويعر.

قائمة طويلة من النجوم الذين تعاقبوا على ارتداء شعار الغزال الأخضر وشعار المنتخب الوطني والذين جعلوا من هذا الفريق ندا قويا في دائرة المنافسة على الألقاب الكروية المحلية قبل أن يتراجع الفريق إلى الصفوف الخلفية ويتجرع مرارة الهبوط إلى مصاف الدرجة الثانية أكثر من مرة راسما بذلك علامات استفهام واستغراب لكل من يعرف تاريخ هذا الفريق الذي كان يعد من أوائل الأندية الوطنية اهتماما بفرق القاعدة..

أسباب ومبررات عديدة كانت وراء تقهقر كرة القدم بنادي البحرين لعل أبرزها عدم قدرة النادي على سد الفراغات التي خلفها اعتزال نجومه البارزين بسبب تراجع اهتمام النادي بفرق القاعدة والتعاقد مع لاعبين محترفين ليسوا في المستوى الذي يليق بمكانة الفريق وذلك بسبب شح الموارد المالية للنادي!

هذه هي أبرز الأسباب والمبررات التي صدرت عن أكثر من مسؤول بالنادي الأمر الذي يطرح عدة أسئلة لمستقبل الكرة الخضراء.

هل ستعيد الإدارة «البحرينية» ترتيب ملف الكرة بالنادي بحيث تحافظ على مكانة الفريق الطبيعية بين أندية الدرجة الممتازة؟ وهل ستلتفت إلى فرق القاعدة من الأشبال والناشئين والشباب لتأمين مستقبل الفريق وضمان استمراريته مع الكبار؟ وهل ستضع الإدارة في اعتبارها أن كرة القدم هي الواجهة الرياضية الرئيسية لهذا النادي العريق؟

الكرة الآن في ملعب إدارة الدكتور عبدالرحمن الخشرم ونحن على ثقة من أن هذه الإدارة التي نجحت في إعادة الفريق إلى دوري الأضواء ستعمل جاهدة من أجل عدم تكرار تراجعه وهبوطه مجددا إلى الدرجة الثانية.