في البداية أبارك لجميع منتسبي نادي الرفاع وعلى رأسهم الرئيس الذهبي الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة رئيس مجلس الإدارة والجهازين الفني والإداري واللاعبين والجماهير، بمناسبة تتويج السماوي بلقب دوري ناصر بن حمد الممتاز لكرة القدم للمرة الثانية على التوالي والرابعة عشرة في تاريخه، حيث ضرب الرفاع عصفورين بحجر الأول أن التتويج جاء في الجولة الأخيرة بعد الفوز الكبير على غريمه الأزلي المحرق، والثاني تحقيقه الدوري بدون أي خسارة في إنجاز تاريخي ليكون أفضل مسك ختام لأصحاب السعادة.

اليوم لن أتحدث كثيراً عن تحقيق الرفاع لقب الدوري بل سأخصص هذا المقال لإنصاف المدرب الوطني علي عاشور المدرب الذي يبلغ من العمر الـ٤١ عاماً فقط والذي سأطلق عليه لقب «السوبر»، فهناك فئة أشاهدها تقلل من عمل وإنجازات عاشور بسبب امتلاكه مجموعة من أفضل اللاعبين على الساحة المحلية وهذا الشيء غير منصف إطلاقاً، فعلى مر التاريخ شاهدنا العديد من المنتخبات والأندية المحلية والعالمية كانت في حقبات تمتلك لاعبين ذوي جودة عالية ولكن لم تحقق النجاحات المطلوبة، كما أن الكثير من المدربين العالميين تحدثوا بأن عندما يوجد في الفريق مجموعة من النجوم يصعب الأمر كثيراً على المدرب، فمن الظلم الاستنقاص من عمل أي مدرب يحقق النجاحات تلو الأخرى.

من أهم أسباب سيطرة فريق الرفاع في الفترة الأخيرة وجود علي عاشور فسيرته وإحصائياته تتحدث عنه بما يكفي، فما وصل إليه لم يأت من فراغ بل ينطبق عليه المثل «لكل مجتهد نصيب»، حيث تدرج في تدريب الأندية وترك بصمة في كل محطاته التدريبية، مع الفريق الأول بدأ مشواره رفقة البديع موسم 2014- 2015، فقد قاد الفريق لتحقيق المركز الثالث في دوري الدرجة الثانية لأول مرة مند 20 عاماً آنداك، بعدها استلم زمام أمور تدريب النجمة موسم 2015- 2016 ونجح في الصعود مع الفريق للدوري الممتاز ويعتبر عاشور أصغر مدرب يقود فريقا من دوري المظاليم إلى الأضواء، وبعدها بعامين تمكن من قيادة «الرهيب» لاحتلال المركز الثاني في الدوري والمشاركة في كأس الاتحاد الآسيوي للمرة الأولى في تاريخ النجمة، ليتبعه بعد عامين الظفر بكأس جلالة الملك المفدى، وبعد أن صنع لنفسه أسماً لامعاً على مستوى التدريب المحلي تعاقد فريق الرفاع مع المدرب الشاب عاشور موسم 2018، وتمكن بكفاءة عالية من تحقيق سبع بطولات مع السماوي خلال أربع سنوات فقط، ثلاث منها في الدوري ولقبان لكأس جلالة الملك ومثلهما في كأس السوبر، كما أن عاشور أصبح أول مدرب شاب يحقق ثماني بطولات محلية ليؤكد قيمته التدريبية العالية.

ويحسب لعاشور تحقيق لقب الدوري هذا العام رغم انتقال عدد من ركائز الفريق وفي مقدمتهم مهدي حميدان وعلي مدن وعلي حرم وأحمد عبدالله وسيد شبر علوي وغيرهم من اللاعبين، حيث تمكن بحنكة واقتدار في إيجاد الحلول المناسبة لرحيل هؤلاء النجوم، ويمتاز عاشور بفكر وأساليب تكتيكية حديثة، فضلاً للتحضير والقراءة المميزة للمباريات وجرأته في حال احتاج الأمر لذلك، وتوظيف اللاعبين بشكل مثالي ومساهمته الفعالة في تطوير مستوياتهم، كما أعطى الفرصة لمجموعة من اللاعبين الشباب الذين أثبتوا أنفسهم وبقوة، ناهيك عن الاهتمام بالعامل النفسي والمعنوي حيث سارع للاستعانة بالخبير الدكتور نبيل طه الذي كان له دور إيجابي فعال على اللاعبين، كل ذلك دلالات تؤكد على عبقرية علي عاشور والذي أعتبره من وجهة نظري المدرب الوطني الأفضل في الوقت الحالي.

مسج إعلامي

على الرغم من خسارة فريق المنامة لقب دوري ناصر بن حمد إلا أن الجماهير المنامية الوفية قامت بلفته مميزة عندما انتظروا أفراد الفريق خارج أسوار الملعب عقب الفوز على الخالدية بهدفين نظيفين، حيث قاموا بتحية الفريق على مجهودهم الكبير طوال الموسم، ولا شك في أن ذلك حافز كبير للفريق لمواصلة التألق في الموسم القادم.