تدخل البحرين اليوم مرحلة جديدة من مسيرة العمل الديمقراطي، مع سريان الأمر الملكي بفض دور الانعقاد الرابع من الفصل التشريعي الخامس لمجلسي الشورى والنواب، بعد أربع سنوات شهدت محاولات كثيرة سعياً للوصول إلى أفضل الآليات والسبل لخدمة الوطن والمواطن.

ومع سريان الأمر السامي تتجه الأنظار إلى الدورة الانتخابية السادسة، والتي من المتوقع أن تعقد قبل نهاية العام الجاري، مما يؤكد على سلامة حيوية النهج الديمقراطي لمملكة البحرين، والذي شكل نموذجاً أثار إعجاب العالم وساهم في تغيير النظرة الدولية للمنطقة ككل.

وبعيداً عما يثار من جدل حول ما تحقق من إنجازات؛ فإن الواقع يؤكد أن المجلس لعب دوراً رئيساً وحيوياً في سير الحياة السياسية في المملكة، وكان له بصمات واضحة في حياة المواطن البحريني.

وإذا كان هناك تفاوت في وجهات النظر حول أداء المجلس، والذي أعتبره أمراً طبيعياً وصحياً، حيث استحالة اتفاق الجميع على أي ملف أو مسألة؛ إلا أنه لا يمكننا التغاضي عن الدور الذي يلعبه المجلس ولايزال على كافة الصعد الداخلية والخارجية، وخاصة بما يتعلق بالعمل الدبلوماسي، والذي ساهم في تبوء البحرين لمكانتها الحقة والمستحقة في كافة المحافل البرلمانية العربية والإقليمية والدولية.

حيث ساهمت الدبلوماسية البرلمانية بفضل المجلس النيابي برئاسة معالي السيدة فوزية بنت عبدالله زينل رئيسة مجلس النواب خلال الفصل التشريعي الحالي في استمرارية توسيع علاقات التعاون مع مختلف البرلمانات الإقليمية والعالمية رغم كل التحديات، وحظيت مبادرات ومواقف المملكة بالدعم والمساندة العربية والدولية، وتوجت باختيار أحد أعضاء المجلس رئيساً للبرلمان العربي والموافقة على استضافة البحرين للدورة الـ146 للاتحاد البرلماني الدولي في مارس المقبل.

ورغم فض دور الانعقاد الحالي؛ فجهود المجلس لتعزيز الدبلوماسية البرلمانية لم تتوقف، حيث يغادر وفد رفيع المستوى من المجلس إلى العاصمة البلجيكية بروكسل، في زيارة للاتحاد الأوروبي بهدف التعريف بما حققته البحرين من إنجازات على مختلف الأصعدة، خصوصاً في مجالات حقوق الإنسان والمرأة والحريات العامة.

جهود حثيثة متميزة يقوم بها المجلس، وبانتظار كلمة الفصل في صناديق انتخابات 2022، حيث يبقى المواطن البحريني على رأس الأولويات، ويبقى الهم الوطني «نمبر 1» وإن اختلفت الرؤى والتوجهات.

مي آل خليفة.. جهود ثقافية وتراثية مخلصة

منذ أيام تم افتتاح المبنى الأول لمواقف السيارات متعددة الطوابق ضمن مشروع موقع مسار اللؤلؤ المسجل على قائمة التراث العالمي في مدينة المحرق، كمساهمة في تعزيز البنية التحتية ومواجهة أحد أهم التحديات التي تواجه المدينة والمتعلقة بالازدحام والتكدس.

الشيخة مي آل خليفة تعرف تماماً أن وجود مواقع أثرية وتراثية وسياحية دون وجود بنية تحتية قوية سيسهم في تضييع أي جهد يمكن أن يبذل، لذلك فقد تنبهت مبكراً إلى أهمية خلق نوع من الشراكة مع مختلف مؤسسات الدولة والأهالي لإحياء المواقع التاريخية وتوفير وجهات ثقافية وسياحية جاذبة، مع ضرورة وجود بنية تحتية وخدمات على أعلى مستوى. كل الشكر والتقدير للشيخة مي آل خليفة.