مرض جديد، جدري القرود، سبقه «كورونا»، ومسؤولون عالميون يحذرون من أوبئة جديدة في مختلف دول العالم، ويؤكدون أن «كورونا» لن تكون الجائحة الأخيرة، بل ستليها عدة أمراض وفيروسات أخرى أشد فتكاً.

لن أخوض كثيراً في مسببات «كوفيد 19» ولا ما هي أسباب ظهوره، هل كانت أسباباً حقيقية أم إنه مرض مختلق قامت به الصين، أم إن الولايات المتحدة كانت وراءه، وما ظهر من اتهامات متبادلة بين عدة دول.

ولكن، هناك سؤال منطقي يُطرح في مثل هذه الأحوال، هو هل في ظل التطور الطبي الحاصل حالياً، يمكن للأمراض أن تكون أشد فتكاً، ولا نجد حلاً سريعاً لعلاجها، ولماذا لم تكن هذه الأوبئة موجودة سابقاً، رغم البيئة الضعيفة التي كنا نعيشها؟

سابقاً، وعلى مر العصور، كانت أمراض مثل ضغط الدم، أو حتى الحمى قد تسبب وفاة الشخص، ولكن الآن أصبحت أمراضاً سهلة، يمكن التعايش معها أو حتى القضاء عليها، كما أن جودة الحياة ارتفعت بشكل كبير في كل الدول.

الأشد غرابةً في الأمر، أن هذه الأمراض تنتشر في دول تعتبر متطورة، ومن دول العالم الأول، وليست الدول المتخلفة أو الفقيرة جداً، وأولى حالات الاكتشاف تكون هناك، ولا نجد أي تصريح لمنظمة الصحة العالمية، أو غيرها من المنظمات المعنية بالصحة، تتحدث عن وجود حالات انتشار كبيرة لمثل هذه الأوبئة في الدول الفقيرة أو المعدمة؟

ظهرت مع بدء الحرب الروسية الأوكرانية تسريبات أو إشاعات تتحدث عن سيطرة روسيا على معامل بيولوجية في أوكرانيا، وعن وجود أدلة دامغة تدين الولايات المتحدة بتصنيع ونشر فيروسات وأمراض فتاكة عن طريق دعم هذه المعامل البيولوجية، ولكن لا شيء نشر منها، وتم إلقاء الاتهام على وسائل الإعلام المنحازة للمعسكر الغربي.

ولكن، هل مازال الأمر كذلك؟، هل فعلاً ما يحدث من أمراض وأوبئة دوري، وفيروسات جديدة لم نكن نسمع عنها سابقاً، وأعراض خطيرة جديدة هو فعلاً حرب بيولوجية للقضاء على جزء من البشر، أم الأمر له علاقة بتطور الفيروسات ذاتها، واندماج بعضها مع بعض الآخر لتنتج أمراضاً جديدة؟.. هل الأمر له علاقة بسلوكات البشر وقلب الفطرة الذي يجري الترويج له؟، أم إن له علاقة بالاحتباس الحراري والتلوث البيئي نتيجة الأنشطة البشرية؟

كل ذلك يحتاج إلى إجابة دقيقة، توقف تدفق الشائعات وحبذا لو تكون هذه الإجابة من المختصين، وليس من «بلوغرز» في وسائل التواصل.