لا أدري هل يعلم الجيل الجديد لِمَ سميت منطقة البسيتين بهذا الاسم ؟!! فقد سميت بهذا الاسم لأن البساتين الخضراء كانت تغطي تراب أرضها، كما كانت أرضها تنعم بينابيع المياه العذبة، أما اليوم فقد تغير حال هذه المنطقة، فلم يعد ينعم سكانها بظل الأشجار وثمارها كالمنجا واللوز والبمبر، فدوام الحال من المحال.

فإن كنت اليوم من سكان البسيتين فعليك ألا تخلع كمامك من على أنفك وفمك، وعليك أن تعرف كيف تحمي نفسك وبيتك وسياراتك من الغبار. ذلك الغبار الأبيض الناعم الخفيف الذي يغمر المساكن والسيارات، لتستيقظ صباحاً لترى سيارتك السوداء قد انقلب لونها اللون الأبيض،أما أشجار ونباتات حديقتك الخضراء فقد تحولت إلى اللون الأبيض، مهلاً!! لا تفرح إنه ليس ثلجاً يغطي النباتات بل هو غبار ناعم يكسوها، وترى آثار قدميك مطبوعة على أرضية صالة المنزل فالأرضية قد انغمرت بالغبار الناعم، وبطبيعة الحال فجميع قطع الأثاث بالمنزل قد كساها اللون الأبيض، وإن كانت عيناك ترى كل هذا الغبار الناعم الخفيف يكسو الأشياء من حولك ويجد لنفسه طريقاً إلى بيتك من أدق المنافذ حتى من فتحة مفتاح الباب، فمن حقك أن ترثي لحال رئتيك، فماذا سيكون مصيرها عندما تتنفس هذا الهواء المشبع بالغبار الناعم؟!!

كل هذا الغبار يأتي من منطقة «الدفنه» بالبسيتين غرب السايه، حيث تم دفن البحر لتوسعة منطقة البسيتين، وغمرت آخر طبقة من الدفن بالرمل الناعم، فما أن تهب نسمات خفيفة على هذه المنطقة حتى تعلق في هذه النسمات حبيبات الرمل الناعمة لتتجول في المنطقة من بيت إلى آخر، ولك أن تتخيل ما يحدث لوهبت رياح على البسيتين !!! عاش أهالي منطقة البسيتين، وتحديداً منطقة الساية معاناة مع هذا الغبار عدة سنوات، لذا كم أتمنى أن يوضع حد لهذه المشكلة إما برصف الأراضي وضغط طبقة التراب الناعمة، بالاستفادة من الإسفلت المعاد تدويره من استخدام سابق لتخفيف تطاير الأتربة، أو بتشجيع وتسهيل إجراءات بناء أراضي المنطقة، ولعلي في هذا المقام أقدر الجهود المبذولة لتخفيف المشكلة عن طريق تشجير حدود هذه المنطقة وكلنا أمل أن تنمو سريعاً هذه الأشجار الصغيرة لتنقذنا بالسرعة الممكنة من هذه الأتربة. ودمتم يا أهالي البسيتين سالمين.