في مايو من العام 2013، وقع حادث مروري لثلاث شابات في عمر الزهور كن متوجهات لحضور اليوم الأخير من برنامج التدريب في المستشفى العسكري، وكن يحملن باقة ورد ابتهاجاً بهذه المناسبة من دون أن يدركن أن القدر ينتظرهن على جسر السيف، فبدون سابق إنذار فقد سائق سيارة سيطرته على عجلة القيادة فاصطدم بالحاجز الإسمنتي على الجسر، وبدأت سيارته تدور حول نفسها، وتصادف وصول سيارة الفتيات في هذه اللحظة، فحاولت سائقة السيارة أن تتفاداه من دون جدوى، حيث اصطدمت بالحاجز الحديدي للجسر وسقطت من ارتفاع 6 أمتار، لتتحطم السيارة.

بعد هذا الحادث الأليم الذي تأثر به جميع أهل البحرين، وجه صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء الراحل، الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة، رحمه الله، بالمعاينة الفورية للحواجز الحديدية التي تحمي الجزر الوسطى المفتوحة في الكباري والجسور، وأن تباشر وزارة الداخلية ممثلة في الإدارة العامة للمرور ووزارة الأشغال من خلال مهندسيهما فحص مثل هذه الحواجز في ربوع البلاد كافة.

وأذكر حينها أنني كتبت مقالاُ بعد فترة أُذَكّر فيه وزارة الأشغال بالتزامها تجاه الجسور العلوية وأهمية وضع الحواجز، وأنبه بأن هناك عدداً من الجسور العلوية بحاجة إلى وضع حواجز لكي لا يتكرر ما حدث عام 2013.

عندما شاهدت فيديو حادثة سقوط مركبة من فوق كوبري مدينة حمد على شارع الشيخ خليفة بن سلمان بالقرب من دوار ولي العهد في اتجاه المنامة يوم الأربعاء الماضي الذي تناقلته وسائل الإعلام، تذكرت الحادث الأليم عام 2013، واستغربت من عدم وجود حواجز على الجسر العلوي كما يتضح من الصور، لأتذكر توجيه رئيس الوزراء رحمه الله!! فكيف غفلت الوزارة المعنية عن هذا الأمر؟!

نسمع كل يوم عن وزارة حصلت على شهادة الجودة، ونرى المسؤولين أثناء اللقاءات الرسمية يؤكدون التزامهم بالتوجيهات الرامية إلى خدمة الوطن والمواطن، ونراهم يقدمون تقارير عن أداء وزاراتهم ونجد الصحف والأخبار تعج بإنجازاتهم!! إذا كيف تتكرر هذه الأخطاء!! لن أقول كيف تحصل هذه الأخطاء لأن حدوث الخطأ وارد!! ولكن تكرار نفس الخطأ لذات الأسباب أمر يحتاج إلى مساءلة!!

رأيي المتواضع

إن نهضة البحرين لا تحتاج إلى حلول ترقيعية، فقيادتنا الرشيدة حفظهم الله جادون ومباشرون في مساعيهم، وهم يذللون الصعاب أمام المسؤولين لكي ينفذوا المطلوب منهم دون تقاعس أو تقصير أو ترقيع.

إن الحلول الترقيعية المؤقتة غير مقبولة مطلقاً، وهي ليست من سمات العمل الحكومي في مملكتنا الغالية.

ومن باب أولى أن يتم فتح ملف للتحقيق في مسألة الجسور والكباري، عوضاً عن البحث عن مطرقة الرئيس!!