الآن، وبغض النظر عن أداء مجلس النواب، إذا كان مقنعاً أم لا، فإن الشفافية تعتبر جزءاً مهماً من العلاقة التي يجب أن تتوطد بين مجلس الشعب وبين الإعلام، باعتبار أن الأخير هو حلقة الوصل بين المجلس والناس. فلا يمكن إذاً تقييم أداء المجلس لو تقاعس الإعلام عن مهمته في توضيح ما يجري داخل المجلس.

لكن، وفي ذات الوقت، تبدو الشجاعة واضحة من المجلس نفسه -وكما قلنا بغض النظر عن أداء المجلس- وذلك حين قامت الأمانة العامة باستدعاء الإعلاميين والصحافيين وكتاب الرأي في مؤتمر صحافي في نهاية انعقاد الدور الأخير، لإطلاعهم على ما تم إنجازه وما لم يتم عبر رؤوساء اللجان الدائمة بالمجلس، وذلك من خلال ما تم طرحه بلغة الأرقام بشكل واضح وشفاف، تاركين المجال لكل من حضر المؤتمر الصحافي في توجيه الأسئلة والانتقاد للجان ورؤسائها بكل مصداقية وشفافية.

في كل مؤتمر صحافي أو لقاء، تبهرنا الأمانة العامة بمجلس النواب من التنسيق المتميز معنا كإعلاميين أو صحافيين في تغطية المؤتمرات الصحافية بشكل محترف، لنشاهد مدى قدرة الأمانة العامة برئاسة المستشار راشد محمد بو نجمة ومن يعمل فيها من كوادر إعلامية منسِقة وقديرة، وعلى رأسهم الزميل العزيز مدير إدارة الاتصال بالمجلس محميد المحميد والزميلة العزيزة هيفاء عدوان رئيس قسم الإعلام، وبقية الإخوة والأخوات من العاملين في مجال الإعلام والتنسيق بالأمانة العامة للمجلس، وذلك من خلال حسن استقبالهم لنا ومدى حفاوتهم بنا، وتنظيمهم المنقطع النظير لسير اللقاءات.

أمَّا بالنسبة لما طرحه الإخوة رؤساء اللجان الدائمة بمجلس النواب من أرقام صريحة، تبين مدى التحديات التي واجهها المجلس خلال جائحة كورونا، والتداعيات الاقتصادية المصاحبة للجائحة، مما أثر على أداء المجلس، ومع كل ذلك فإن المجلس حقق أرقاماً مرموقة في ما يخص الأداء وكثافته في ظل تلكم التحديات.

خلال المؤتمر الصحافي، كشف رؤساء اللجان داخل المجلس عن تسلّم اللجان لـ 504 أداة نيابية في الدور الماضي، أنجزت منها 346، منها 58 من لجنة المرافق العامة والبيئة، و101 من لجنة الخدمات، و115 من لجنة الشؤون التشريعية والقانونية، و46 من لجنة الشؤون المالية والاقتصادية، و26 من لجنة الشؤون الخارجية والدفاع والأمن الوطني. كما أنجز 364 تقريراً برلمانياً، فيما لا تزال 139 أداة نيابية قيد الدراسة في أروقة اللجان.

إن ما تم إنجازه من مناقشة وتمرير للتقارير والأدوات النيابية في ظل الجائحة، يعتبر منجزاً رقمياً جيداً، وإن كانت مناقشة طبيعة الأداء وبعض المواضيع والمشاريع التي تم مناقشتها محل خلاف ونقاش، فذلك أمر آخر لا علاقة له بمحتوى مقالنا هذا.