بالرغم من الحزن الذي خيم على دولة الإمارات العربية المتحدة والشعوب العربية في فقيد الأمة العربية والإسلامية سمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان طيب الله ثراه إلا أن الرضا بقضاء الله وقدره أمر محسوم فعجلة الحياة مستمرة، فمن يصنع التاريخ بالتأكيد جذوره ممتدة ومتواصلة.

جيل بعد جيل يتناقل ذلك الهاجس لبناء الحضارة الحديثة برغم التحديات، لا ينكر فيها العطاء ولا تحجب عنها الحقيقة، فزايد الخير -سمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه- لايزال مناراً للخير ولاتزال الشعوب تنهل من حكمته وعطائه وقيادته ولايزال سموه الشخصية الملهمة الغائب الحاضر، وهذا حال من يترك بصمة خالدة وصدى تسابق الأفلاك.

ومثلما يؤمن الشعب الإماراتي بسمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان حفظه الله بقيادته وعطائه تؤمن الشعوب الأخرى بذلك أيضاً، فسيرته عطرة وتشهد له أقواله وأفعاله وإنسانيته، خير خلف لخير سلف، فقد تعددت إنجازات سموه، ويدل على ذلك حرصه على تطوير بلاده من خلال مشاريع ومبادرات عظيمة تمثلت في مجال التعليم والتنمية الاقتصادية وتمكين المرأة والحفاظ على البيئة ومشاريع خيرية وإنجازات متعددة، بالإضافة إلى مشاركته في كثير من القرارات السياسية الهامة التي جعلت من دول المنطقة ذات نفوذ عالٍ توجت بالنجاح الاستراتيجي الفذ في تناول القضايا من خلال صون الأمن والاستقرار في المنطقة ودعم سياستها الخارجية.

ما يمتلكه سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان -أسد الإمارات- هي تلك النظرة الاستراتيجية الشاملة كقوة في القيادة الثاقبة ساهمت في تقدم وتطور بلاده وأعطتها شأناً عظيماً وصدارة لا تقارن تنافس الدول الكبرى والمتقدمة في كافة الأصعدة خاصة في تلك الأوقات الحرجة العصيبة التي مرت بها منطقتنا العربية التي كانت كفيلة بأن تعكس منظور الاستقرار المدعم بالقوة والحزم والإيمان بأن السلام للجميع كرؤية نافذة لمستقبل الإمارات والمنطقة، جعلت منها ذات سيادة وأصحاب قرار لمستقبل شعوبنا العربية لا يستهان بها أبداً.

سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رجل السلام والتسامح، رجل المهمات الصعبة، على عاتقه حمل ثقيل يكمن في مسؤولياته وقراراته تجاه دينه ووطنه، فحمل الراية لمسيرة التقدم والتنمية قد يبدو شاقاً لكنه ينصهر أمام النوايا الصادقة في العزة والرفعة للوطن والمواطن، نبارك لدولة الإمارات العربية المتحدة على المبايعة الطيبة لسمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة وقائد مسيرتها.