انجلت يوم الأحد 15 مايو الجاري إحدى أكثر المعارك الانتخابية ضراوة في تاريخ لبنان بفقدان حزب الله وحلفائه للأكثرية البرلمانية، وقد قيل لن تفضي النتيجة إلى تغيير دراماتيكي، لكنّها تضمّنت مقدمات يمكن البناء عليها خليجياً لإخراج طهران من بيروت. وفي تقديرنا أن ما خسره حزب الله لصالح الخليج من صناديق الانتخابات سيعوضها بصناديق الكبتاغون للخليج. وقد تتحرك طهران بعمل يظهر قوتها في الداخل اللبناني بالدعم المادي وفي الخارج بعملية لرفع شعبية محور المقاومة. وقد تقوم إيران بالتخطيط للحزب لرفض النتائج كما فعلت في العراق واختراع ما يشبه الإطار التنسيقي المناوئ للصدر. ولأن المئات من مناصري «حزب الله» قد ترددوا واضطروا لتفادي الضغوط بالتوجه إلى صناديق الانتخابات والاقتراع بأوراق ملغاة في مؤشر على ضعف الروح الرفاقية. لذا سيقوم الحزب بافتعال ما يؤجج الطائفية لتجديد الاصطفافات. وقد بدأ الحزب بالتلويح بالتهديد بالحرب الأهلية، ولتلافي نزع سلاحه سيتم التحرش المحدود بالصهاينة. وهذا ما فعله بطائرة مسيرة يوم إعلان النتائج.

أحدثت النتائج تشظي مجلس النواب لثلاث كتل، مما يجعل كتلة الجدد المستقلين حصان طروادة وسيساومهم الخليج، كما يساومهم حزب الله. وعلى الخليج التحرك لخلق قيادة جديدة للمكون السني وربما مؤشر نجاح اللواء أشرف ريفي خير دليل على جدوى التحرك وإعلان انتهاء الحريرية. كما صار من الضروري تغيير رأس الحربة الضعيفة ضد مشروع إيران إلى رأس الحربة القوية بحزب القوات والتقدمي، والتحرك المفروض هو دعم التيار العربي المسيحي والدرزي ففيه فرصة لرفع الغطاء عن سلاح حزب طهران. ولكون اﻹﻣﺒﺮاﻃﻮرﻳـﺎت ﻻ ﺗﻤـﻮت ﻓـﻲ ﻋﻮاﺻـﻤﻬﺎ، ﺑـﻞ ﺗﻤـﻮت ﻓـﻲ أﻣـﺎﻛﻦ ﻧﻔﻮذﻫـا، لذا يجب استثمار الفوز، فالحشد خسر، و«حزب الله» خسر، والحوثة في هدنة ويريدون السلامة، وهذا ما يسرع سقوط نظام الملالي. كما أن النقطة الأهم هي معارك انتخاب رئيس برلمان جديد، وتأليف الحكومة، ثم المنازلة السياسية الكبرى بانتخاب رئيس جمهورية.

بالعجمي الفصيح

يبدو أن الخليجيين كانوا محضرين للنتائج الإيجابية بالمبادرة الكويتية وعودة سفراء السعودية والكويت والإمارات والخليج إلى لبنان. فالمغادرة كانت إجراء دبلوماسيّاً للتعبير عن موقف كان مسيئاً لدول مجلس التعاون الخليجي فقط، برافو.