مقابل الجهد المشكور الذي يقوم به العقلاء وأسفر عن إطلاق سراح العديد من المحكومين باستبدال عقوباتهم ليفوا بها وهم في أحضان ذويهم وبعودة صلاة الجمعة إلى جامع الدراز بعد توقفها لفترة من الزمن ولتزداد القناة التي أوجدوها للتواصل مع الحكم اتساعاً، مقابل كل هذا يخرج على الملأ من ينشر لوحة ممتلئة بأشخاص مرتدين للأكفان وحاملين راية حسينية مرفقة بتعليق ملخصه أنه «لن يبرد الجرح حتى تتحقق الأهداف ويتم الاقتصاص» ما يؤكد أن أولئك الذين يعتبرون أنفسهم «معارضة وثواراً» لايزالون منقسمين على أنفسهم وأن الرافضين لوضع النقطة في نهاية السطر لايزالون يتلقون الأوامر من قم ويعلنون بطرق عديدة أنهم ضد كل تحرك يغلق الملف الذي فتحوه بسبب قفزتهم المجنونة في الهواء.

أولئك لا يدركون أنهم باعتماد رفع الراية الحسينية في الرسومات والتغريدات يعني أنهم يؤكدون أن «المعارضة» شيعية بحتة وأنهم بهذا لا يعبرون عن «شعب البحرين» متعدد الأديان والمذاهب، كما أنهم باعتمادهم صورة شخص بعينه واعتباره «قائداً» لـ«المعارضة» يؤكدون أنهم لا يعترفون بالمنتمين إلى التيارات السياسية الأخرى وأولهم اليسار، ويؤكدون أن حراكهم ديني بحت، وهذا أمر لا يقبله شعب البحرين من غير المنتمين إليهم.

طبيعي أن يكون من بين عناصر مثل تلك اللوحة رجال أمن بكامل عدتهم خصوصاً إن كانت تحكي عن مواجهة بين الطرفين، لكن ليس طبيعياً أن يكون من بين عناصرها شباب يرتدون الأكفان ويرفعون الرايات الحسينية وصورة من تبين أنه سبب أساس من أسباب الأزمة خلال السنوات العشر ونيف الأخيرة.

ليست معلومة الأهداف التي يدعو المغرد ناشر الصورة إلى تحققها «حتى يبرد الجرح» ويقبل بما قام ويقوم به العقلاء وعلى رأسهم السيد عبدالله الغريفي، وليست معلومة الكيفية التي سيتم الاقتصاص بها من كل رافض للخطوة الخاطئة التي خطوها، ولكن الأكيد أن ملخص التعليمات الواردة من قم هي «نفذوا ما نطلبه منكم من دون مناقشة».