منذ ما يقارب من 30 سنة أو أكثر، كنت أواظب وأفرغ نفسي لحضور يوم انتخابات الغرفة التجارية في مبناها القديم، وكان ذلك اليوم مشهوداً في تاريخ البحرين التجاري من قبل عدد كبير من المواطنين والتجار، ليروا جميعاً ذلك الحماس والتعطش لنتائج الانتخابات ومن سيفور بعضوية الغرفة، الذين نعول عليهم الآمال لإنعاش السوق التجاري لجميع السلع والمواد الغذائية وغيرها، وتوفيرها في الأسواق وبأسعار لا ترهق المواطن العادي، وهذا عشمنا فيهم دائماً وأبداً، وخاصة إذا علمنا أن تجارنا الكرام، لهم أيادٍ طولى في الأعمال الخيرية، من زكاة وتبرعات سخية في البر والإحسان، وإغاثة الملهوف وعلاج المرضى، عن طريق التبرع بوحدات علاجية مهمة في مجمع السلمانية الطبي وغيره، ودعم تحفيظ القرآن الكريم وتدريس علومه في المساجد، وبناء دور العبادة والإغداق عليها، وأيضاً خلق فرص عمل لكثيرٍ من المواطنين، وحصولهم على دخل مجزٍ لهم ولأسرهم، لذلك أحل الله البيع وحرم الربا، ولهجت بذكرهم الألسن، وكان صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الراحل، تغمده الله بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته، يحرص على الحضور إلى ساحة الغرفة في صبيحة يوم الانتخابات تواضعاً وإظهاراً لدعمه اللامحدود للتجار، وأن عملهم مشكور.

في إحدى الانتخابات تلك، عظم في قلبي قدر ذلك الرجل الكبير الجليل الواقف على كل صغيرة وكبيرة تهم الوطن والمواطن، ولم أتمالك نفسي، وهتفت وسط الجماهير الحاشدة «يعيش صاحب السمو رئيس الوزراء الموقر»، وردد الحضور نفس ذلك الهتاف من بعدي مراراً، ورأيت سموه يلوّح بيده الكريمة استحساناً وشكراً.

الانتخابات التي جرت هذا العام 2022، كانت أكثر تنافساً بين المترشحين، ليس طمعاً في كرسي بيت التجار، وإنما للإسهام بالحركة التجارية في بلادنا، خاصةً وأننا نعيش في عصر غير العصور الماضية، وأن العضو عليه مسؤولية جسيمة تجاه المواطن أولاً في الداخل والخارج، وحركة الاستيراد والتصدير إلى الدول المجاورة الثانية، فهي حركة مزدوجة، لها تأثير كبير على حركة مطارنا وموانئنا البحرية وجسر الملك فهد، وهذا نشاط من أنشطة تنويع مصادر الدخل، ومن أهمها استقطاب أصحاب رؤوس الأموال للاستثمار في بلادنا.

بسبب الحرب بين روسيا وأوكرانيا، حدثت أشياء لم تكن في الحسبان، البلدان المنتجة للطاقة -البترول والغاز-، استفادت من ارتفاع سعر هاتين السلعتين خاصة بعد أن قطعت روسيا إمداداتها عن الدول الغربية، بينما الدول غير الزراعية، تضررت من ارتفاع القمح وغيره، وعانت من قلة المخزون لديها فارتفع السعر وأن ما لديها لا يكفي لأكثر من 3 أشهر.

علينا نحن في البحرين ودول مجلس التعاون الخليجي أن نكثر من الاستيراد لرفع مخزوننا من المواد الغذائية، كنت أتمنى أن يسود الاستقرار السياسي والأمني في الدول العربية، فالسودان هي السلة الغذائية الدائمة لنا لوجود الماء والأراضي الزراعية والأيدي العاملة، أمنية أتمنى أن تتحقق مع دعائي بالتوفيق لأعضاء الغرفة التجارية الجدد وأن يكون التوفيق حليفهم.