لم يتعافَ العالم من جائحة كورونا بعد ومرض جديد يضرب العالم ويبدأ في الانتشار، ليرجعنا هذا المرض إلى المربع الأول من الخوف والقلق والحذر، أصابع الاتهام هذه المرة تشير إلى مجتمع الميم «المثليين» لانتشار مرض جدري القرود- وذلك وفقاً لتصريحات بعض المسؤولين من مختلف دول العالم.

المثليون أصبح لهم مجتمع وصوت مسموع، لهم مطالب كثيرة، فالكارثة التي العالم بصددها اليوم هي بسبب قبول بعض المجتمعات للمثليين وقبول شواذهم، فنحن كمسلمين ندرك خطورة ذلك، فقوم لوط خسفهم الله عز وجل بسبب تلك الفواحش والشذوذ التي كانوا يرتكبونها سراً وجهاراً، فالمثليون حتى الألفية كانوا فئة غير مرغوب بها حتى في المجتمعات الأكثر انفتاحاً في الدول الأوروبية وأمريكا إلا أن هذه الدول تراجعت عن نبذ هذه الفئة والسماح لهم بممارسة الشذوذ والإعلان عن مجتمعهم والسماح لهم بالزواج وووو..، والكثير، كل ذلك باسم حقوق الإنسان التي للأسف تهدم مبادئ إنسانية كثيرة وتطمس حقيقة أن الإنسان يمثل نوعين من الجنس الأنثى والذكر فقط.

آلان تورنج عالم إنجليزي يسمى الأب الروحي للكمبيوتر لأن له الفضل في اختراع الكمبيوتر نظراً لبحوثه، عرف بفك الشفرات لجهاز انيجما الألماني في الحرب العالمية الثانية ومن شاهد فيلم «the imitation game» يعرف ما أقصده، هذا العالم النابغة كان شاذاً جنسياً وتم اعتقاله لأنه «مثلي الجنسية» وتمت إدانته بالسجن لفترة من الزمن ثم تم إطلاق سراحه على أن يأخذ علاجاً هرمونياً إلا أن هذا العلاج تسبب في عزلته ومن ثم انتحاره، هذا الرجل كان عالماً وكان شخصية معروفة ارتقت بريطانيا بعلمه في تلك الفترة في الحرب العالمية الثانية ومع ذلك لم تشفع له عبقريته والاستفادة التي قد ستؤول لها البشرية من اختراعاته واكتشافاته، لا أحد يمكن أن يتجرأ في ذلك الوقت أن يدافع عنه وذلك بسبب الخوف من نشر الرذيلة والخشية من التطاول على الأحكام السماوية والدينية بين جميع الأديان فهذه الممارسات الشاذة كانت منبوذة كلياً لا أحد يتكلم عن حقوق أو علم ملون أو تجمع في مهرجان خاص أو تعديل بالقوانين، حتى أصبحت هذه الفئة الشاذة بين عشية وضحاها تنتشر علناً والمصيبة أن بعض المنظمات الدولية تفرض على الدول والمجتمعات قبولهم ومن يرفضهم يصبح في دائرة الاتهام.

المضحك المبكي في ذلك أن بعض المجتمعات الكبرى مثل الولايات المتحدة الأمريكية بالرغم من عنصريتها المعروفة إلا أنها استطاعت أن تعطي المثليين حقوقهم كاملة ولا تزال الصراعات موجودة بسبب لون البشرة.

من يخالف الفطرة ويخالف قوانين الكون يصبح بلا دين ولا هوية ولا قيم والشواذ هو حرب ضد الله عز وجل، نعوذ به من غضبه، فلله جنود السموات والأرض، اللهم اكفِنا شر الأمراض واحفظنا بحفظك ولا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا.