*هناك بعض اللمسات الحانية البسيطة التي نغفل عنها في أيام حياتنا تجاه من نحب.. هي لمسات تجدد معاني المحبة والوفاء، وتكسر حواجز العتب والظنون السيئة التي تفرض طوقاً عابثاً على علاقات المحبين. لمسة تعود فيها إلى دوحة منبر العطاء الذي تعودت عليه، وإلى تلك المساحة الأثيرة على قلبك التي ترعرعت فيها على حب الخير لفترة من الزمن وكنت تتبادل فيها أفكار العطاء والأثر الجميل. إنها لمسة السلام والتحية الغامرة التي يبثها إليك من أحبك برسالة صغيرة معبرة مذيلة بسطور المحبة والأحاسيس.. تحس بعدها بالفعل.. أنه افتقدك من أيام حياته، وافتقد طلتك ولمساتك وقوة تأثيرك في الميدان.. لأنه باختصار يحب أن يكون معك في مسير التأثير والأثر الجميل.. لأنه يدرك أن الحياة كلها أثر، وأن اللوحة التي ستبقى ملامحها للأجيال، هي تلك التي ترسم من قلب مفعم بالحب.. يعشق الأحاسيس.. ويعشق أن يكتب سطور المحبة في فصول كتابه.. ولو بد حين.. إنها اللمسات التي لا يعشقها إلا من عرف كيف يصنع الأثر الجميل.. يداً بيد للإسعاد الحقيقي.

* أعجبني مسمى «دقيقة الأثر»، وهو السعي بأن تكون طوال يومك في أثر جميل ومبارك في الوقت ذاته، الأثر الذي تصنعه لحياتك وبعد مماتك بعد عمر مديد في طاعة الرحمن. اصنع الأثر الحقيقي في كل دقيقة جديدة تولد في حياتك، ولا تضيعها في المهاترات الحياتية المزعجة المدمرة للإنجاز الحقيقي، بل اجعلها ضمن سياق أوقاتك، فلا تترك شاردة ولا واردة إلا جمّلتها بالأثر والعطاء، بهمتك وانشغالك بعمل الخير وحرصك بأن تكون فاعلاً في كل ميدان وفي كل خطوة من خطوات مسير الحياة.

* الثقة التي تمنحها لنفسك كلما سنحت لك الفرصة لتكتب سطور الخواطر، هي ثقة تجدد من إسعاد نفسك وبث المشاعر والأحاسيس التي تحيط بك في أجواء الحياة، فلا تبخل بها واغرسها في كل سطر تكتبه حتى لا تنزعج بانتقادات البشر وتذمراتهم المستمرة. نحن بحاجة إلى ذلك المتنفس الشعوري على شاطئ الحياة، نبثه في أجواء سكون البحر، ونرسم أثره على تلك الرمال الناعمة. هي لمحة بسيطة من لمحات الحياة.. تعطينا المتنفس الحقيقي للمشاعر المكبوتة.

* هناك بعض الأفكار البسيطة «ذات الأثر على المدى البعيد» كنت تضع العديد من العراقيل والمثبطات، ويساورك التردد في تنفيذها بسبب بعض الهواجس الشيطانية المريبة التي تعيق تقدمك لخطوات عديدة للأمام في مسير الأثر، وكان يُخيّل إليك صعوبة تنفيذها. ولكن بقرار اللحظة استطعت أن تحولها إلى واقع ملموس وإلى مشروع منتج دائم، وإلى فرحة تعم أرجاء ذلك الميدان الذي وطأت فيه قدمك لتصنع فيه الأثر. فهناك من ينتظرك لتكون له معلماً وموجهاً لثغرات كثيرة في حياته، فتصحح له المسير وتعينه على الخير.

* لا تتراجع عن عطائك الخصب في محيطك العملي ولا عن إطلالتك البهية ونشاطك الزاخر قيد أنملة مهما كان تعامل الآخرين معك. لأنك بكل بساطة نذرت نفسك لله تعالى، فلا تنتظر المقابل الدنيوي.. بقدر ما تسعد نفسك وتذكرها بأنها قد تركت الأثر الذي سيُسطر في صحائف الحسنات.. يكفيك أن تفخر بنفسك وتحتفل بإنجازاتك.

ومضة أمل

لا تتردد في صنع الأثر، قرر الآن وابدأ في هذه اللحظة، فالحياة لا تحتمل التسويف.