الحقيقة التي تؤذي مريدي السوء هي تأكيد الجميع -باستثنائهم طبعاً- أن المشروع الإصلاحي لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه «كان ولا يزال ملبياً للتطلعات الوطنية» وأنه «أثمر على مدى أكثر من عقدين من الزمان العديد من المنجزات على كافة الأصعدة بسواعد وطنية مخلصة».

أما ما يؤذيهم أكثر فهو قول الفعاليات الوطنية إن المشروع الإصلاحي لملك البلاد المعظم «متطور في كافة جوانبه وأكد مكانة البحرين الحضارية والتنموية وعزز الجوانب التنموية والمجتمعية والإنسانية» وأنه «يعتبر صمام الأمان للخروج من العديد من الأزمات والمخططات التي تستهدف أمن واستقرار وازدهار مملكة البحرين».

أما ما يؤذيهم أكثر وأكثر فهو القول بأن «الشعب البحريني متكاتف مع قيادته الحكيمة» وأنه «يدين بالولاء لجلالة الملك المعظم» ، وكذلك تؤذيهم الدعوة إلى «الالتفاف حول القيادة للتصدي لأي محاولات من بعض القوى والأطراف لأهداف خبيثة للعبث بأمن واستقرار ومنجزات المملكة»، فهذه الحقائق تعني في وجهها الآخر فشلهم وفشل من يقف من ورائهم في جرح المشروع الإصلاحي.

يكفي هذا سبباً ليندفعوا نحو كل من يعتقد أن العلاقة بين الشعب والحكم غير طبيعية وأنه يمكن المراهنة على هذه المعلومة لضرب وإفشال كل نجاح يتحقق. يؤكد هذا تواطؤهم مع إدارة أوباما التي كانت تعاني من قصر نظر، ويؤكده كذلك اعتقادهم بأن الإدارة الأمريكية الحالية يمكنها فعل شيء يؤدي إلى تعزيز مراهقتهم الفكرية.

لا سبب يجعل المواطن البحريني يتخذ موقفاً سالباً من الحكم خصوصاً وأنه يرى حجم المنجزات التي تتحقق ويرتفع معها وبها شأنه ومكانته، ولكن يوجد في المقابل ألف سبب وسبب يجعله يتكاتف مع قيادته الحكيمة التي يكفي لتبين فعلها الموجب التذكير بما قامت به فترة اجتياح فيروس كورونا وهو ما لم تقم به دول كثيرة رغم إمكاناتها الكبيرة وغناها، وليست الولايات المتحدة بعيدة عن هكذا مثال. التجرؤ على البحرين جريمة.