الندوة الرياضية التي نظمها مركز عبدالرحمن كانو الثقافي قبل أسبوعين -ضمن نشاطه الأسبوعي المتنوع- تحت عنوان «القيادة الرياضية من المحلية إلى العالمية» شهدت غياباً ملحوظاً لصناع القرار في المؤسسات الرياضية الرسمية والاتحادات الرياضية الوطنية الأمر الذي دعاني خلال وجودي في الندوة للسؤال عن مسببات هذا الغياب فيما لو كان تقصيراً من جانب منظمي الندوة أو تقصيراً من المعنيين بشؤون القيادة الرياضية في المؤسسات الرياضية المحلية والاتحادات الوطنية؟!

بكل صراحة لم أتلقَ الجواب الواضح على تساؤلي الذي كنت أبحث من خلاله عن مدى جدوى عقد مثل هذه الندوات والملتقيات الرياضية -التي تتبنى طرح العديد من الموضوعات الإيجابية التي من شأنها أن تساهم في الارتقاء بمنظومتنا الرياضية وتسارع في عجلة التطوير المنشودة- في ظل غياب الجهات المعنية!

الندوة التي أدارها باقتدار الدكتور عبدالرحمن سيار -أحد الرواد الأكاديميين والميدانيين في المجال الرياضي- وتحدث فيها أربعة من أبرز حكام كرة القدم البحرينية يتقدمهم الدوليان «الموندياليان» المخضرمان إبراهيم الدوي وجاسم مندي بالإضافة إلى الدولي عبدالرحمن عبدالخالق الدلاور و«المونديالي» نواف شكرالله، كانت ناجحة في كل عناصرها ماعدا الحضور الذي كان ينقصه تواجد ممثلين عن كل من وزارة شؤون الشباب والرياضة والهيئة العامة للرياضة واللجنة الأولمبية البحرينية والاتحادات الرياضية باعتبارها الجهات المعنية بفحوى ومضمون هذه الندوة التي تتحدث عن مشوار نماذج رياضية لكوادر بحرينية استطاعت أن تشق طريقها من الملاعب المحلية إلى الملاعب العالمية في حقب زمنية متعددة متحدية كل الظروف والصعاب من أجل أن تضع اسم مملكة البحرين على الخارطة الرياضية العالمية.

أتمنى أن تلقى التوصيات المنبثقة عن هذه الندوة الصدى الإيجابي لدى قياداتنا الرياضية في كل الجهات المعنية بإدارة الشأن الرياضي لأننا في أمس الحاجة لتفعيل دور الشراكة الرياضية المجتمعية كما أننا بحاجة إلى الاستفادة من تجارب وخبرات القادة والرواد الرياضيين السابقين.

لم أنسَ بطبيعة الحال أن أشكر القائمين على مركز عبدالرحمن كانو الثقافي -هذا الصرح الثقافي الوطني الشامخ- على كل جهودهم المبذولة لنشر الوعي الثقافي في مجتمعنا البحريني المتحضر آملاً أن يحتضن هذا الصرح المزيد من النشاط التثقيفي في المجال الرياضي ضمن رزنامته الحافلة بالأنشطة التوعوية المفيدة.