تكفل الله بحفظ دينه وحفظ مقام نبيه صلى الله عليه وسلم رغم محاولات تشويه صورة الإنسان الكامل محمد صلى الله عليه وسلم بداية من سلسلة شبه المستشرقين التي حاولوا من خلالها صنع صورة ذهنية مشوهة لنبي الإسلام، مروراً بالرسومات المسيئة وانتهاء بإساءة مسؤولة حزب «بهاراتيا جاناتا» الحاكم بالهند كلها كانت محاولات بائسة تنم عن حقد وكراهية غلفت بشعارات فضفاضة عن حرية الرأي والتعبير والفكر الحروووو.

وعلى مر سبعة عشر عاماً من الإساءات التي تقصدتها الصحافة الغربية لم تنتج هذه الإساءات إلا تمسكاً وحباً لهذا الرسول الكريم ولم تنجح محاولات التشويه والنيل تلك بل انقلب السحر على الساحر ودفعت هذه المحاولات المسيئة المسلمين وغير المسلمين للتعرف أكثر على شخص النبي الكريم الذي قال الله عنه «إنَّا كفيناك المستهزئين».

هذه الحالة من الاستهداف الممنهج تطرح تساؤلات منها كيف ينظر الآخر لدين الإسلام الذي يسع الجميع ويؤكد على حرية المعتقد والتعايش والتسامح؟ وهل من مظاهر الحرية النيل من الرموز الدينية وعدم احترام المعتقدات الدينية للآخرين؟

حقيقة أن الصورة النظرية التي يروج لها تختلف اختلافاً جذرياً على مايجري على الواقع الذي لايمت للحرية بصلة فهل الحرية أن تعني أن أتطاول على الرموز الدينية وأن أحرم الآخرين من حق الاختيار فأمنع المرأة من ارتداء الحجاب وأحارب حريتها واختيارها وأين الحرية حين تحاول فرض الشذوذ على مجتمع يرى هذا أمراً خارجاً عن الدين والأخلاق والقيم الاجتماعية؟

الحرية الغربية المنقوصة التي تقوم أحادية الرأي صنعت فجوة كبيرة بين النظرية والتطبيق خلفت إرهاباً ليس عندنا فحسب بل عندهم كذلك، ففي دولنا يرى المسلم نفسه محارباً من الغرب الذي يتطاول على رموزه ويسيء لدينه وهو في ذات الوقت يدعو لحرية وتنور وفي دولهم يرى الفرد كلاماً نظرياً عن الحرية ويغذى في ذات الوقت بالتطرف الفكري الذي تكون نتيجته أن يهجم أحد المتطرفين على أحد المساجد ويقتل من يراه.

على الغرب أن يعي أن محاربة التطرف والتشدد والإرهاب يجب أن تبدأ من عنده وأن يعيد صناعة الأيدلوجي الغربية بما يتناسب مع القيم الأخلاقية الحقة وأن يردم الهوة التي صنعها بين المثل التي يتكلم بها والواقع. وأن يفهم الجميع أن مقتضيات التعايش تقوم على احترام الآخر واحترام معتقداته.