القول المنسوب لعضو جمعية المدرسين في حوزة قم، محمود رجبي، ومبالغته في الإشادة بالمرشد الإيراني علي خامنئي ليس بالغريب عليه، فملخص التصريحات السابقة له عنه هو أنه الأفهم والأعلم والأقدر على حل مشكلات الكون وإنزال الهزيمة بالجميع، لذا فإن قوله «كثير من الأعداء، في وصفهم لمرشد الثورة، يعترفون بأنه جالس في إيران لكنه يحكم العالم كله» يصنف في باب التصريحات العادية.

ما استمر النظام الإيراني في فعله على مدار السنوات التي تلت وفاة الخميني ولايزال يفعل هو الترويج لفكرة أن خامنئي يدير العالم وهو جالس في إيران وأنه بإشارة من خنصره يستطيع أن يغير العالم!

المثير أن هناك من يصدق مثل هذا الكلام حتى وهو يرى الحالة التي يعيشها الشعب الإيراني اليوم والذي صار يجتهد في العمل على استغلال كل دقيقة للتعجيل بالإطاحة بالنظام الذي أوصله إلى مرحلة البحث عن الطعام في القمامة.

لكن جانباً من قول رجبي لا يخلو من الصحة، فالواقع يؤكد أن خامنئي يحكم اليوم العديد من الدول العربية وهو جالس في عرشه، والعالم كله صار يرى رأي العين كيف أن لبنان وسوريا والعراق واليمن لم يعد بإمكانها اتخاذ أي قرار لا يرضى عنه خامنئي وأنه في المقابل يستطيع أن يفرض عليها كل قرار يريده.

التقدير أن تصريح رجبي ينبغي أن يكون بمثابة جرس الإنذار لباقي الدول العربية كي لا يكون مصيرها مصير الدول الأربع، وكي لا تجد دول المنطقة نفسها سريعاً مرغمة على القبول بالنووي الإيراني وبتحكم خامنئي في قرارها وهو جالس في طهران أو وهو في زيارة لحوزة قم حيث يجد الإشادة من محمود رجبي وأصحابه.

إن نظاماً لم يتمكن من ترجمة وعود مرشده الأول إلى واقع وأدخل الإيرانيين في الفقر لا يستحق أن يحكمهم وينبغي العمل على منعه من جعل المقولة المنسوبة إلى رجبي حقيقة.