«اشرب من البحر» عبارة عربية شعبية، مفادها أنني سأقوم بما أريد وإذا لم يعجبك الحال يمكنك أن تشرب من ماء البحر. ولكن «الحقيقة المالحة» تقول بأن البحر الذي غنت له فيروز وكتب عنه الأدباء والشعراء وكان رمزاً للحب والرومنسية والحروب، وأساساً للمهارات الجسمانية من قبلِ أيام الجاهلية. ليس ملاذاً آمناً لأسرارنا وإنما مكان حقيقي ومستنقع لكل ما نود خسارته ورميه من مخلفات وقمامة حاويات معدنية وبلاستيكية زيوت ومخلفات مراكب وسفن.

البيئة بكل مفرداتها وأنواعها في خطر جسيم. فلابد من الإصرار والتوجيه، ولفت النظر والتنبيه بأن أموراً تنظيمية صغيرة يمكن أن تحدثها في حياتك اليومية سيكون لها الأثر الإيجابي عليك وعلى البيئة المحيطُ بها بالتأكيد! نعم ابدأ من نفسك ولا تتردد.. وأعِد التدقيق بأمور لربما تقوم بها من غير تنبيه:

هل فكرت بفصل الزجاج، والبلاستيك، والكرتون، والعلب والجرائد عن بعضها البعض، وأخذها إلى مراكز إعادة التدوير في الديرة؟ هل تقفل التلفاز في أوقات عدم المشاهدة؟ هل تقفل المكيف في الغرف الفارغة؟ هل تتعامل بحرص عند استخدام الماء؟ وهل تطفئ الأنوار غير الضرورية سواء في النهار أو المساء؟ هل فكرت بتحضير فقط وجبة الطعام الخاصة بك وبعائلتك بحسب عدد أفراد البيت أو أنها تفوق الحاجة الطبيعية، وما هي الطريقة التي تتبعها للتخلص من فضلات الطعام؟ هل تتبرع للمحتاجين بالأدوات التي لم يعد لها حاجة، وهل تستخدم أوعية يُمكن استخدامها عدّة مرات؟ هل حاولت ان تزرع في فناء البيت الأشياء البسيطة كالنعناع والطماطم على سبيل المثال؟ هل تحرص على التقنين من استهلاك ملوثات البيئة مثل مواد التنظيف والمعطرات وغيرها؟ هل تعتمد على المشي بدلاً من السيارة أو استخدام الدرج عوضاً عن المصعد الكهربائي؟ وطبعاً يوجد الكثير من الأمثلة التي نأمل أن نأخذ بها جميعنا. وخلي في بالك أن كل ما ذكرته يحتاج في تصنيعه إلى عنصر مهم جداً وهو «الماء» والمهدد بالخطر. البيئة مسؤولية جماعية.. فلا يمكننا الاستهانة بها حتى لا نجد أنفسنا نشرب من ماء البحر لا محالة.