من الأخطاء الكبيرة التي أوقع أولئك الذين يعتبرون أنفسهم «معارضة» أنفسهم فيها أنهم لا يلتفتون إلى الإيجابيات والمنجزات التي حققتها وتحققها الحكومة -وهي كثيرة وكثير منها متميز ويسهم بفاعلية في الارتقاء بالمواطن ومستقبل أبنائه وبالمملكة- ويتحدثون عنها على أنها سلبيات وليست منجزات تستحق هذه الصفة بل إنهم يقررون أنها لا تستحق حتى الإشارة إليها فكيف بالإشادة بها! لهذا فإن الكثيرين صاروا ينظرون إليهم على أنهم غير صادقين وغير موضوعيين وينفذون أجندة أجنبية، ولهذا صارت أعداد الذين ينفضون من حولهم في ازدياد.

لا أحد يدعي الكمال للحكومة ولا أحد يقول إنها حققت كل المطلوب منها، بل إن الحكومة نفسها لا تدعي هذا، وهذا كلام منطقي، لكن ليس من المنطقي القول إنها لم تحقق أي نجاحات وتفتقر إلى الإيجابيات، لهذا فإن عاقلين لا يختلفان على أن هذا واحد من الأسباب المهمة التي جعلت الكثيرين يتراجعون عن قرارهم المتعجل وتأييدهم ذات مرة -لأسباب عاطفية- لأولئك الذين يعتبرون أنفسهم «معارضة»، إذ من غير المعقول أن يروا كل تلك الإيجابيات والمنجزات ويقال لهم إنها ليست كذلك.

واقع الحال يؤكد أن حكومة البحرين حققت في السنوات القليلة الماضية وحدها الكثير من المنجزات والنجاحات في مختلف المجالات، ولعل المثال الأقرب ما نشر الأسبوع الماضي من معلومات عن التعافي الاقتصادي الذي لا يمكن أن تكون كما يعمد مريدو السوء إلى قوله في كل حين، فهي ليست ذراً للرماد في العيون.

حصول أخطاء وتجاوزات وتبين وجود نواقص في هذا الميدان أو ذاك لا يعني أن الحكومة لم تحقق النجاحات وأنه لا يأتي منها إلا السلبيات، وقيام البعض بالتعبير عن عدم رضاه من مستوى خدمة معينة لا يعني أنها مقصرة أو أنها لا تستحق الشكر والتقدير.

خطأ آخر يرتكبه أولئك الذين يعتبرون أنفسهم «معارضة» هو أنهم يعتبرون هذا الكلام خالياً من الصحة أو أنه غير دقيق.