الحاصل حالياً هو أن العالم يصبح على سماع كم من التهديدات يوجهها مسؤولو النظام الإيراني لإسرائيل ويمسي على أخرى يوجهها لإسرائيل أيضاً قادة ميليشياته في لبنان وغيره، وبين هذه وتلك يمتلئ وقت العالم بتهديدات لا آخر لها وتصل إلى كل من يختلف معهم في الرأي والموقف؛ دول وأفراد. لكن كل ذلك لا يفضي إلى مفيد، حيث التهديد ليس إلا فعل لسان، وليس في فعل اللسان ما يخيف إسرائيل أو يجعل العالم يعتقد أنها في خطر وأن الأمر لا يحتاج إلا إلى «سبع دقائق ونصف» ليتم إزالتها من الوجود.

فعل التهديدات لا يختلف عن فعل الدوس على علم إسرائيل أو حرقه، غاية ما يحققه هو أنه يدخل المتحمسين لذلك في حالة نفسية يشعرون معها أنهم فعلوا شيئاً من أجل فلسطين والأقصى وتطهروا، لهذا فإن إسرائيل لا تلتفت إلى كل ذلك وتستمر في تنفيذ خططها وتوفير المثال تلو المثال على أن كل ذلك لا قيمة له ولا طائل من ورائه، وآخره قصف مطار دمشق وتعطيله، وآخره الاستمرار في عمليات الحفر في المياه المشتركة مع لبنان لاستخراج النفط والغاز، وآخره الاستمرار في إقناع العالم بأن الحل يكمن في السلام وفي الاتفاقية الإبراهيمية.

ليس هذا فحسب، فمن تلك التهديدات ما هو غير منطقي ولا يمكن لمجنون أن يصدقها أو حتى يلتفت إليها، فعندما يقول مسؤول إيراني كبير إنهم ينتظرون تورط إسرائيل في «خطأ» ليتوفر المبرر لإزالتها فإنه يقول من دون أن ينتبه إن إسرائيل لم تخطئ قبلاً وأن وجودها لا شبهة فيه وأنها مستمرة ومقبولة طالما أنها لم تخطئ!

تلك التهديدات جعلت بعض المهووسين بالنظام الإيراني يقومون هم أيضاً بإنتاج التهديدات التي منها على سبيل المثال لا الحصر دعوة إعلامي من قناة الميادين الإسرائيليين إلى مطالبة حكومتهم «استعجال صندوق الهجرة لاستئجار جزر في اليونان ليكونوا بعيداً عن الجحيم»!