يقول المنطق السليم وتتفق مع ذلك صحيفة «ديلي تلغراف»، «Daily Telegraph» البريطانية إن آخر شيء يحتاجه العالم الآن هو صراع آخر في منطقة تنتج كميات ضخمة من النفط والغاز، مشيرة إلى أن التطورات في منطقة الخليج العربي ينبغي أن تثير قلق صانعي السياسة في العالم. فمن يريد جعل الخليج جبهة ساخنة لتبرد جبهة أوكرانيا، وما هي ذرائع التسخين؟!

المثير للقلق أن الكل يريد تسخين منطقة الخليج:

- الإيرانيون الذين في غيهم النووي يعمهون، فقد وصلوا العتبة النووية كما تشير توقعات رصينة كثيرة وآخرها ما قاله رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي.

- الإسرائيليون بأخبار تقدمهم خطوة كبيرة ليكونوا جزءاً من الدرع الصاروخي في الخليج، وكأن الإعلان عن ذلك يعني الجاهزية لزج وحدات المناورة لتنفيذ العمل العسكري.

- الرئيس الأمريكي بايدن في زيارته للرياض والتي قد تتجاوز أن تكون نفطية أو نووية بل ربما تعبوية.

أما ذرائع تسخين الجبهة الخليجية لتبريد الجبهة الأوكرانية فمنها أن الاستخبارات الإسرائيلية قالت إن إيران تخصّب اليورانيوم بمعدل غير مسبوق، لذا صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت أن إيران الآن «قريبة بشكل خطير» من استكمال برنامج أسلحتها النووية، وأنها ستنتج قريباً قنبلة ما لم يتصدَّ الغرب لإيران ويحسم الجدل الطويل حول تخصيب اليورانيوم لأغراض صنع الأسلحة. كما أن من ذرائع التسخين انشغال دول الناتو بالحرب في أوكرانيا وعواقبها، رغم خطر أن تغفل عما يحدث في الشرق الأوسط. وأيضاً أنه على الرغم من الجهود المبذولة في فيينا لإحياء الحوار الدبلوماسي بغية تحويل البرنامج إلى الاستخدامات المدنية فقط، إلا أنه أقرب للانهيار. ومن ذرائع التسخين زيارة بايدن للسعودية ومقابلة زعماء الخليج، وكون الحميمية قد عادت بين الطرفين وكلاهما يعتبر إيران تحدياً مشتركاً. كما أن هناك فرصة أن الشارع الإيراني يغلي سخطاً على سوء الإدارة الحكومية لأزمة الغذاء والمياه.

بالعجمي الفصيح

جرّ دول الخليج لتسخين جبهتهم قد لا يعني الحرب لكنه يعني تفكيك تفاهمات «أوبك +» ووضع نفط الخليج في جيب الغرب وانتفاء الحاجة للنفط الروسي فتنهار قيمته فيضعف الهجوم الروسي على أوكرانيا.