كلّ من نعاكَ كتب «مدافعاً شرساً عن وطنه» ويكفيكَ هذا الوصف فخراً، وأجراً تؤجر عليه في ذلك الجهاد المُخلص الذي بذلته دفاعاً عن شرف وطنك، وعروبته وعزّه وفخره واستقلاله وسلامته، رحمك الله يا أبا عبدالله.

عرفك أهل الخليج كلّهم وأحبّوك وإخوتنا العرب المقيمون أثناء الأزمة التي ألمّت بوطننا قبل عشر سنوات من خلال ظهورك على شاشة تلفزيون البحرين بلهجتكَ المحرقية الأصيلة، جذبتَ المُشاهد في كلّ مكان الذي تسمّر أمام الشاشة ليسمع ماذا سيقول سعيد الحمد اليوم، تُظِهرُ الحقائق وتجلد الأعداء ولا تخاف في الله لومةَ لائم، سخّرتَ الكلمة وأداتُكَ كانت الحقائق والأدلّة الدامغة.

مازالت كلماتُك يردّدها متابعوك حتى اللحظة وأصبحتْ لازمةً للكثير منهم، عرف أهل الخليج «العبو والربو» الوصف البحريني الأصيل للكذب والرياء والافتراء من سعيد الحمد الذي ساهم في نشر العديد من المصطلحات البحرينية القديمة التي اندثرت وحديثُك كان حافلاً بها.

وقفتَ في وجه المِدفع حين تراجع الكثير وانزوى العديد خلف أستار «الحياد»، تصدّيتَ دون خوف ودون تردّد لحملات التشويه المسعورة التي طالتك، لم تعبأ بكلّ ذلك الهجوم وتلك الادعاءات فقد كانت البحرين هي الوحيدة الماثلة أمام عينيك دائماً، لذلك كنت تمضي قُدماً دون أن تعبأ بهم.

كشفتَ خزيَ أعداء البحرين وواجهتهم بالحقائق الدامغة، أسلوبُك اللاذِع بالسخرية وضعهم في حجمهم الطبيعي وكان ذلك ذكاءً إعلامياً فطرياً عجنته سنوات الخِبرة التي امتدّت إلى عشرات السنين، قدّمته خدمةً لهذا الوطن.

كنت تسبِر أغوارهم وتعرف خفاياهم ولك خبرةٌ في تاريخهم كشفتهم واحداً تلو الآخر وأعدتهم لجحورهم، لم يجرؤ أحد على مواجهتك.

تلك الأيام لم تكن البحرين بحاجة للحياد والمداهنة وكنتَ فارسَ اللحظة والكلمة والموقف.

رحمكَ الله زميلاً في رحلة وطريق الكلمة الوعر الشائك المليء بالفخاخ والشراك، وأخاً عزيزاً يُعرَف في المُلمّات، ورفيقَ دربٍ في حُب البحرين وعِشق ترابها.

وإنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول لا قوة إلا بالله.