إنهم يحذروننا من فيروس قادم، ويقولون إنه أسوأ من «كورونا»... كيف يعلمون به وبمواصفاته؟ ولماذا نصدقهم؟! فالمتحدثون عن الفيروس ليسوا منجمين وليسوا علماء أوبئة، فمن أين لهم هذا اليقين؟!

بعد أن تحققت تحذيراتهم عن «كورونا» يجب أن نستعد ونحترس، وأن نجدد الثقة في فريق البحرين والفريق الوطني الطبي للتصدي لفيروس كورونا (كوفيد 19)، والذي يعمل بتوجيه ومتابعة حثيثة من لدن صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، لأنهم الجهة الأقدر على مواجهة مثل هذه التهديدات التي تحيق بعالمنا، وكما حققوا النجاح بالتصدي لفيروس كورونا فهم أهل للتصدي لما هو قادم، وأن نأخذ بأسباب الحيطة والالتزام الصادرين من قبل الفريق الوطني الطبي.

بعد أن حذر بيل جيتس وايلون ماسك وبعض العلماء من الوباء الجديد وتبعهم الرئيس بايدن موجهاً بوجوب حشد الأموال والعلماء للتصدي للجائحة القادمة، حتى إن جيتس حدد ميزانية بـ3 مليارات من الدولارات لعمل أبحاث حول الفيروس القادم، فكيف تقوم أبحاث عن فيروس لم تصدر له معالم حتى الآن؟! فهل هذا الفيروس مخلّق؟!! وهل يتلاعبون بنا؟ وإن كانوا هم صانعيه لماذا يعلنون عن خططهم؟! وإن لم يكونوا من الذي يقف وراء هذا الدمار الذي يهدد البشرية؟! أم أنها أخطاء وقعوا فيها ومصير متوقع؟!

كل هذه التساؤلات تقود إلى اتجاه واحد لا مناص منه وهو الأخذ بأسباب العلم، وتوجيه جزء من مواردنا لتطوير البحث العلمي، والعمل على إنشاء شركات أدوية لها معامل متطورة، ودعم الجامعات بل والتبرع لها، فالأخذ بالعلم هو أحد سبلنا للحفاظ على مقدراتنا والبعد عن المخاطر التي تحيق بنا.

إن علماء المسلمين والعرب هم أصل العلم وهم الذين أخذوا بيد أوروبا من العصور المظلمة إلى النور، وإن العديد من الاختراعات المنسوبة لعلماء الغرب أصلها لعلماء العرب، فاختراع الغواصة أصله للبحارة المسلمين وقد أخذ جون هولاند مخططاتها بعد أن طرد العرب من الأندلس، ومخترع النظارة الطبية والكاميرا هو العالم ابن الهيثم، ولولا العرب ما ظهرت أجهزة الكمبيوتر، فأول اختراع لربوت كان للعالم الجزري ولولا العالم آق شمس الدين ما كان عرف لويس باستور الجراثيم.

علينا أن ننهض بالعلم وبأبنائنا وأن ندعم الجامعات العربية سواء كانت خاصة أو حكومية وأن نعظم الاستفادة من مواردنا العلمية حتى نستطيع مجابهة الأخطار القادمة، فلا يجب أن نكون رد فعل متأخراً وأن نبدأ الأخذ بالأسباب والاستعداد لما هو قادم.